خارج الحدود

الجيش الجزائري يعلن دعم مطالب المتظاهرين .. ويقول: “مصيرنا واحد”

جدد الجيش الجزائري دعمه لمطالب “الشعب”، من خلال افتتاحية مجلة الجيش في عدد صدر يوم أمس الجمعة، حيث ذكرت افتتاحية المجلة التابعة للجيش، أن “ما حققه الجيش الوطني الشعبي على مختلف الأصعدة، يترجم مدى ارتباطه ووقوفه اللامشروط إلى جانب أُمته في كل ما مرت به من مِحن وأزمات”.

وحسب ما أوردته صحيفة “الخبر” الجزائرية، فإن افتتاحية المجلة أشارت إلى أن “ما حققه جيشنا على أصعدة عدة ووقوفه اللامشروط إلى جانب أمته، يؤكدان تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل، لأن كليهما ينتمي إلى وطن واحد لا بديل عنه، وطن تعهدت قواتنا المسلحة بحفظه والذود عنه وحمايته من كل مكروه”.

وفي إشارة إلى مختلف التمارين التي نفذها الجيش، وكان آخرها “رعد الصحراء” في الناحية العسكرية السادسة، قالت الافتتاحية: “لتكن هذه الحصائل بمثابة الهدية المجزية التي تواصلون إهداءها إلى الجزائر أرضاً وشعباً، وبمثابة اللغة، تتقنون نطقها وتخاطبون من خلالها شعبكم وتدعمون بها رابطة جيش أمة، التي قوامها الثقة العالية المتبادلة بين الشعب وجيشه، وشعارها الدائم المزيد من الدعم والتثبيت والترسيخ لهذا المكسب النفيس”.

وأضافت الافتتاحية: “شعبنا المتشبّع بوعي وطني كبير، والمدرك لمختلف التحديات والتهديدات والرهانات الحالية، والذي قاوم بالأمس استعماراً استيطانياً لأكثر من 130 سنة، وطرده من أرضه، وألحق به هزيمة نكراء في معركة تحرير حاسمة، وأفشل مشروعاً إرهابياً استهدف أركان الدولة- هو شعب جدير بحمل رسالة أسلافه، وتحمُّل مسؤولية حفظ أمانتهم من بعدهم”.

يشار أن شوارع الجزائر شهدت يوم أمس الجمعة، مظاهرات تعتبر الأضخم منذ بداية الاحتجاجات التي ترفض ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة الخامسة.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام جزائرية، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر، أصدرت مذكرة تعليمة لإخلاء جميع الإقامات الجامعية في الجزائر العاصمة، وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع إعلان الوزارة المفاجئ، اليوم السبت، عن تقديم العطلة الربيعية إلى العاشر من مارس الحالي وإلى غاية الرابع من أبريل المقبل.

وجرت العادة في الجزائر أن تكون العطلة الربيعية لمدة أسبوعين على الأكثر، ابتداء من يوم 21 مارس من كل عام، حيث تشهد الجزائر حراكا شعبيا منذ الـ22 من فبراير المنصرم للمطالبة بعدم ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.

وفي سابقة من نوعها خلال الاحتجاجات غير المسبوقة التي تعرفها الجارة الجزائر، قامت وسائل الإعلام الرسمية، ومن بينها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، بتغطية المظاهرات المطالبة بتغيير النظام، في تحول يؤشر على وجود تغييرات مرتقبة في المشهد السياسي بالبلد خلال الساعات والأيام المقبلة.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن “الآلاف من المواطنين خرجوا أمس الجمعة بالجزائر العاصمة وبالعديد من ولايات الوطن، في مسيرات شعبية سلمية للمطالبة بتغيير النظام وبإصلاحات سياسية عميقة، حيث تميزت المسيرات بتواجد مكثف للعنصر النسوي، تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس”.

وتوسعت جبهة المؤيدين للحراك الشعبي في الجزائر، لتشمل حلفاء كانوا إلى وقت قريب في الصف الأول للداعمين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي ترشح لولاية خامسة، حيث تشهد الجزائر منذ 22 فبراير الماضي مظاهرات حاشدة رفضا لاستمرار بوتفليقة في الحكم.

ففي ثالث جمعة على التوالي، خرج الجزائريون في مسيرات متفرقة بولايات البلاد أطلقوا عليها “مسيرة العشرين مليونًا”، رفضا لـ”عهدة خامسة” لبوتفليقة مع المطالبة بتغيير النظام، وبحسب ما نقلته وسائل إعلام جزائرية، فإن المسيرات تميزت بالسلمية، ورفع فيها المحتجون شعارات من قبيل “لا للعهدة الخامسة” و”الشعب يريد تغيير النظام” وغيرها من الشعارات.

وأوضحت مواقع جزائرية، أنه لحد الآن لم يسحب بوتفليقة ملف ترشحه من المجلس الدستوري، حيث يتمسك محيطه وأنصاره برهان التمديد لفترة حكمه لعام إضافي، يدعو خلاله لانتخابات مبكرة لإيجاد خلف له بعد عقد مؤتمر وطني لبحث الإصلاحات ودستور جديد، كما جاء في الرسالة التي قرأها نيابة عنه، عبد الغني زعلان، مدير حملته الانتخابية.

ووجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المنتهية ولايته، أول أمس الخميس، رسالة للجزائريين يحذرهم فيها من “اختراق” الحراك الشعبي الحالي من قِبَل أي “فئة داخلية أو خارجية”، داعيا إلى “الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي -لا سمح الله- قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، وما ينجرّ عنها من أزمات وويلات”.

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    أكبر مهزلة غرفتها الجزائر عبر التاريخ