مجتمع

بروفسور يشكو “التضييق” على أول موسوعة للفيزياء باللغة العربية

اشتكى صاحب أول موسوعة في الفيزياء الرياضية باللغة العربية بعنوان “أسس الفيزياء المعاصرة”، البروفسور محمد البغدادي من “تضييق وإهمال” تعرض له كتابه من عدة أطراف، أولها جامعة محمد الخامس، قائلا “لا توجد نسخة واحدة من كتابي في مكتبة كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، علما أني درست فيها لمدة 32 عاما، وأسست بها مختبر الفيزياء النظرية، الذي خرج أعدادا لا يستهان بها من حملة الدكتوراه”.

مؤسس مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس، خلال حوار مع جريدة “العمق”، أوضح أن الناشر لم يطرح الكتاب في المكتبات، مشيرا إلى أنه مازال يجهل أسباب ذلك، قائلا “قلت للناشر ليست دارك دار نشر وإنما دار قبر”، مضيفا أن المفروض أن يعمل الناشر على الترويج للكتاب، وأن تشتري مكتبات الجامعات على الأقل نسخا منه بهدف وضعه بين يدي القارئ والجهات العلمية القادرة على قراءته وتقييمه ونقده.

وشدد الخبير لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” على ضرورة إبعاد الكتب العلمية عن الجدل السياسي، موضحا أن صدور الموقف العلمية من أي كتاب كان يقتضي وضع الكتاب بين أيدي الناس، قائلا “لا علاقة لنشر هذا الكتاب بما يجري الآن (في إشارة إلى الصراع حول لغة التدريس مع مناقشة القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي).

واعتبر أستاذ الفيزياء بجامعة محمد الخامس أن تزامن الكتب مع قضية صراع لغة التدريس مجرد “صدفة بحثة”، موضحا أن تلك الصدفة قد تكون في مصلحة الكتاب وقد تكون في العكس ضد مصلحة هذا الكتاب، قائلا “ما أتمناه أن يأتي شخص فيقول” يا بغدادي هذا الكتاب لا يساوي فلسا، وسأبين لك لماذا؟ وأنا سأقبله قبل أن يبين لي”.

وتوجه الدكتور البغدادي للطلبة الذين تكونوا في مختبره بالمغرب وعرفوا طريقة تدريسه وتأليفه باللغة الفرنسية أن يروا كيف يكتب باللغة العربية، مشددا على ضرورة نشر الثقافة العلمية بالمغرب قصد النهوض بأوضاعه، موضحا أن موسوعته “أسس الفيزياء المعاصرة” تأخذ تطور العلم الحديث من غاليلي ونيوتن إلى الآن.

وقال البغدادي “اخترت في كتابة الموسوعة الأرقام العربية (1-2-3) ومن حسن الحظ أن دول أفريقيا الشمالية احتفظت بها فيما دول المشرق لم تحتفظ بها لسبب بسيط هو أنه لما بدأت النهضة العربية في العصر العباسي في بغداد بشكل خاص استقدموا علماء هنودا لتدريس الرياضيات، لذلك الأرقام التي تستعمل في المشرق العربي هي أرقام هندية (۱ – ۲ – ۳) وليست عربية”.

وأفاد البغدادي أن رموز الموسوعة هي رموز عالمية متعارف عليها، موضحا أن الرياضيات الحقيقية حسب رؤيتي التي لا يمكن أن تتحقق هو أن تتخلص من الكلام وألا تستعمل إلا الرموز، مشيرا إلى أن الحروف المستعملة في العربية محدود لذلك أضاف إليها الحروف اللاتينية التي تكتب صغيرة ومتوسطة وكبيرة، علاوة على الحروف اليونانية المتعارف عليها عالميا.

وكشف البغدادي عن وجود أصدقاء له بفرنسا قرؤوا الموسوعة رغم عدم معرفتهم باللغة العربية، وذلك عبر معرفة المحتوى وقراءة تسلسل المعادلات المتعارف عليها عالميا، موضحا أن الروسي يستعمل تلك الرموز والأرقام، وأن الصيني يستعملها رغم تعلق الصينيين الكبير بلغتهم، مشيرا أن الرموز التي اختارها عالمية والأرقام عربية.

يذكر أن الدكتور البغدادي سوري الأصل، درس بها تعليمه الثانوي، وتخرج بكلية الحقوق بدمشق، ثم أُرسل إلى فرنسا في إطار بعثة لدراسة الرياضيات، وحصل بها على الإجازة فالدراسات العليا ثم دكتوراه في الرياضيات، ومنها تحول إلى الفيزياء النظرية، بعد عودته درس في مدارس الهندسة بدمشق.

جاء البغدادي إلى المغرب في مهمة كخبير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، وكان المفروض أن يبقى سنتين بالمغرب، لكنه بقي 22 عاما منذ 1968 إلى الآن. درس بجامعة محمد الخامس، وأسس مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس.

درّس البروفيسور محمد البغدادي في جامعات مختلفة لمدة 40 سنة، بعدة لغات منها 90 في المائة باللغة الفرنسة ثم الألمانية والانجليزية. عكف على إعداد خمسة مجلدات بعنوان “أسس الفيزياء المعاصرة” باللغة العربية بإمكانياته الذاتية، ضمن علم الفيزياء الرياضية أو ما تسمى أيضا بالفيزياء النظرية.

شاهد الحوار الكامل مع البروفيسور محمد البغدادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *