سياسة

بنشماش يهادن تيار المنصوري ويعدد خمسة أمراض تنخر البام

بعد لغة الوعيد والتهديد بالطرد من الحزب، عاد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماش إلى التخفيف من حدة لهجة الانتقاد والهجوم على خصومه في الحزب، معددا خمسة أمراض تنخر البام.

وعدد بنشماش، في مقال بعنوان “الطريق إلى المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، خمسة أمراض تنخر حزب الجرار وهي؛ الانتظارية المتمثلة في تراجع مبادراته، والعجز عن تنخيب الشباب والنساء، وبناء زعامات حزبية جديدة، والنزوع إلى تحريف مرجعية الحزب، والعجز عن تعبئة وإنتاج الخبرة الحزبية، والعجز عن الوساطة الفعالة، بحسب تعبيره.

وبمقارنة مع رسالته السابقة التي هاجم فيه تيار المنصوري ووهي، فإن بنشماش اختار المهادنة هذه المرة، إذ لم يرد في مقاله إلا بعض عبارات الانتقاد الأقل حدة، كما اختار مهاجهة حزب العدالة والتنمية.

وفي مهادنة صريحة، قال إن “أفضل جواب على من يبخس عمل المناضلات والمناضلين ومجهودات الأمناء العامين السابقين للحزب، يتمثل في تعميق النقاش حول مرجعية الحزب. لا سيما عبر فتح نقاش حزبي حول إغناء مرجعية الحزب بتطوير فكرة الوطنية الثانية، القائمة على «تامغربيت” والمواطنة الدستورية ذات البعد الدامج”.

واستطرد “الدمج بكل أبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية والمجالية وبمعناه القائم على التضامن بين الأجيال، والتي تحمل ضمنيا تجاوزا (ليس بمعنى القطيعة وإنما بمعنى الانتقال إلى وضع أكثر تطورا) لإرث “الوطنية الأولى”، ارث الحركة الوطنية الذي لم يكن حاملا (أو لم يكن حاملا بشكل كاف) لفكرة التنوع الثقافي واللغوي والمجالي والديني للمغاربة. الوطنية الثانية بما هي فكرة قائمة على الاعتراف reconnaissance بالمغاربة كمواطنات ومواطنين متساوين دون تمييز فيما ينهم، وبالاعتراف بهم في تنوعهم وتعددهم”.

وفي سياق هجومه على حزب المصباح، قال إن حزبه تمكن “من الوقوف، انتخابيا، في وجه مد زاحف كان يهدد في سنتي 2015 و2016 بالتحول إلى نمط من أردوغانية Erdoganisme مغربية لا فكاك منها إلا على المدى المتوسط على الأقل”.

وأفادت مصادر أمس لجريدة “العمق” أن اجتماع المكتب الفيدرالي الذي يسيطر عليه تيار بنشماش، كاد يتحول إلى حلبة عراك، بسبب محاولة بنشماش تمرير قرار لطرد عدد من القياديين من الحزب.

وكانت مصادر أفادت لجريدة “العمق”، بأن بنشماش، توصل بتقرير اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات يتضمن توصيات وصفت بـ”الخطيرة والصادمة”. وأوضحت المصادر، أنه من المرتقب الكشف عن هذه التوصيات في اجتماع المكتب الفيدرالي لحزب البام.

ويعيش حزب الجرار على وقع أزمة تنظيمية خانقة، بدأت بوادرها مع فشل الأمين العام السابق للحزب إلياس العماري في الفوز بالانتخابات، وتفاقمت مع اقتراب موعد المؤتمر الرابع، وبدأ سباق بعض القيادات للحشد استعدادا لخلافة بنشماش.

وتفجر اجتماع للجنة التحضيرية للحزب، في ماي الماضي، على وقع خلافات حادة بين تيار القيادية ورئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري من جهة، وتيار بنشماش من جهة أخرى، ففي الوقت الذي أعلن فيه تيار المنصوري أن اللجنة التحضيرية صوتت على سمير كودار رئيسا، قال بنشماش إنه رفع اجتماع اللجنة دون أن تسفر على انتخاب أي رئيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *