مجتمع

إعفاء مندوب الصحة بتطوان بعد إصابة طبيب وزوجته بـ”كورونا”

علمت جريدة “العمق” من مصدر مسؤول بوزارة الصحة، أن الوزير خالد أيت الطالب قرر إعفاء المندوب الإقليمي للصحة بتطوان “م.و”، وذلك على خلفية الجدل الذي أثاره طبيب بتطوان أصيب بفيروس “كورونا” رفقة زوجته، علما أن الوزارة أعلنت في بلاغها أول أمس الأحد، أنها ستتخذ إجراءات صارمة بحق المندوب المذكور.

ووفق مصدر “العمق”، فإن قرار إعفاء مندوب الصحة بتطوان، جاء بسبب “عدم اتباعه إجراءات الحجر الصحي على الطبيب الذي أصيب بفيروس “كورونا” رفقة زوجته، طيلة 10 أيام منذ عودتهما إلى تطوان من الخارج، إلى جانب تأخره في إغلاق المصحة بعد ثبوت إصابة الطبيب، وبالتالي تعريض الموظفين والمرضى للخطر”.

ووفق المصدر ذاته، فقد تم تكليف “ع.ب” نائب المندوب المُقال ورئيس قسم المصالح الوقائية بالمندوبية الإقليمية للصحة بتطوان، بتصريف أعمال المندوبية إلى حين تعيين مندوب إقليمي جديد، حيث سبق لـ”ع.ب” أن تولى مهمة المندوب الإقليمي بالنيابة بتطوان في محطات مختلفة سابقا.

مصادر طبية بالمستشفى الإقليمي “سانية الرمل”، كشفت لجريدة “العمق” أن قرار إعفاء المندوب الإقليمي للصحة، أثار استياءً لدى الأطر الطبية والتمريضية الذين اعتبروا الخطوة بأنها “جد متسرعة وتشكل عبثا وشططا، خاصة وأن الإعفاء في هذه الظرفية الحرجة يشكل خطأ فادحا”، وفق تعبيرهم.

يأتي ذلك بعدما قررت وزارة الصحة، فتح تحقيق في ملف الطبيب المصاب بفيروس “كورونا” بتطوان، بسبب “عدم تقيده بالقواعد المطلوبة في مجال الوقاية من انتشار هذا الوباء”، مقررةً إغلاق عيادته والمصحة التي كان يشتغل بهما، مع اتخاذ إجراءات زجرية في حق المندوب الإقليمي للصحة، فضلا عن مواصلة البحث القضائي.

وأوضحت الوزارة أنه “بعد عودته من سفر إلى الخارج، واصل المعني بالأمر فحص المرضى، بل وأجرى عمليتين جراحيتين على المرضى، دون أن يزوده المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالقواعد والبروتوكول المحددين اللذين كان يتعين عليه اتباعهما”، وفق بلاغ للوزارة توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه،

وأصافت الوزارة أن البحثين كشفا عن وقائع أولية متمثلة في “إخلال بالقواعد الأخلاقية من خلال تعريض حياة الغير للخطر، وإساءة استخدام التأهيل المهني، علما أن المعني بالأمر هو طبيب عام وليس طبيب نساء وتوليد كما يدعي، وكذا الإهمال وعدم التحلي بالمسؤولية من جانب المندوب الإقليمي والإدلاء بمعلومة غير صحيحة”.

وأمس الإثنين، حصلت جريدة “العمق” على معطيات جديدة حول الطبيب المصاب بفيروس “كورونا”، حيث تبين أنه خريج كلية الطب بجامعة سرقسطة بإسبانيا، فيما تلقى دراسته التخصصية في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي “فرانسيسكو فرانكو”، والذي يسمى الآن مستشفى “غريغورو مارينون”، حيث تخرج من كلية الطب بمدريد ضمن فوج سنة 1976، وكان رئيس المصلحة حينها هو البروفيسور “بوتيا كاباليرو”.

وحسب معطيات “العمق”، فإن الطبيب المصاب بفيروس “كورونا” كان قد أنشأ عيادته الطبية عام 1983 قبل ظهور الهيئة الوطنية للأطباء، حيث كانت الإجراءات حينها تتم عبر الأمانة العامة للحكومة وفق مسطرة أخرى غير التي تتم الآن، غير أن الطبيب لم يتابع إجراءاته للتأكد من تسجيله كطبيب نساء لدى المصالح المختصة بعدما فتح عيادته.

وتداول أطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للبطاقة المهنية للطبيب، تظهر أنه مسجل لدى الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء كطبيب متخصص في طلب النساء والتوليد وليس ضمن الطب العام، فيما قال مصدر طبي لـ”العمق” إن المطلوب من الوزارة تدارك بلاغها الأول من أجل “إنصاف الطبيب” بخصوص تخصصه.

ووفق مصادر “العمق”، فإن الطبيب المصاب جاء على نفس الطائرة التي كان على متنها المصاب الأول بمدينة تطوان، وهي الطائرة التي حلت بطنجة قادمة من مدريد يوم 8 مارس الجاري، فيما يوجد المعني بالأمر رفقة زوجته في صحة جيدة ووضعهم مستقر، حسب المصادر ذاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *