مجتمع

المهاجرون السريون الأفارقة بالمغرب .. حجر ذاتي دون انتظار “كورونا”

قالت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، إن المهاجرين السريين الأفارقة بالكاد يلاحظون الإجراءات التي اتخذها المغرب لاحتواء فيروس “كورونا”، لأنهم اعتادوا على حجر أنفسهم منذ سنوات.

الصحيفة الإسبانية الواسعة الانتشار، أوردت في تقرير مطول أمس الخميس، أن المغرب مثل معظم دول العالم أعلن حالة الطوارئ، وهو وضع جديد بالنسبة لمعظم المواطنين، لكن بالنسبة للمهاجرين فبالكاد يلاحظون الفرق.

بحسب التقرير ذاته، فإن هؤلاء اعتادوا على الوضع، والبعض منهم لأكثر من عقد من الزمان، مشيرا إلى أنه في المدن الحدودية مثل الناظور وطنجة، لا يمكنهم مغادرة مساكنهم دون خوف، إذ أنهم معرضون للاعتقال والترحيل إلى جنوب البلاد.

وللتنقل بأمان، خصوصا بالنسبة للمهاجرين الذين لا يتوفرون على أية وثائق، فإنهم يفعلون ذلك بعيدا عن الشوارع المزدحمة، تضيف الصحيفة، إذ يستغلون الحقول، أو الغابات القريبة من الطرق، كما هو تظهر صور ضمنتها “الباييس” في تقريرها.

ويقول التقرير، إن المهاجرين السريين الذين اعتادوا على الحجر الذاتي، يقضون وقتهم في منازل لا تتوفر فيها الشروط الصحية، وغالبا ما تكون نصف مبنية، كتلك الموجودة في طنجة، مضيفا أن أصحاب تلك المنازل يعلمون بأن المهاجرين يدفعون أكثر لأنهم غير قادرين على الحصول على عقد إيجار قانوني.

لهذا السبب، تضيف الصحيفة الإسبانية، يقوم هؤلاء بكراء المنازل للمهاجرين العابرين بتكلفة كبيرة، وهذا ما يدفع بالمهاجرين الذين لا يتوفرون على عمل وإمكانيات مادية إلى الاكتظاظ داخل المنازل حتى يكونوا قادرين على دفع مصاريف الكراء بشكل جماعي.

وبحسب المصدر ذاته، فإن البعض من هذه المنازل لا تتوفر على نوافذ، والبعض الآخر ليس بها ماء ولا مطبخ، ومنها من يتوفر على صنبور واحد موضوع أمام المرحاض، يستعمل في الشرب والغسيل، وقليل من هذه المنازل مربوطة بقنوات الصرف الصحي.

عدد من المهاجرين مثل “محمدو” وهو كاميروني يبلغ من العمر 27 سنة، يقيم بالرباط، اختاروا منذ الإعلان عن حالة الطوارئ بالمغرب تسلق أسطح المنازل ليلا، واستخدام هواتفهم كنافذة يطلون منها على العالم.

إجراءات الحجر الصحي، بحسب “إلباييس”، تجعلهم يتدربون على الوضع في المدن الحدودية، كما يقومون بالدردشة مع أصدقائهم الذين تمكنوا من العبور إلى الضفة الأخرى، وأيضا مع أسرهم، ويشاهدون مقاطع فيديو للتغلب على الملل.

تقرير الصحيفة الإسبانية، أشار إلى أن المهاجرين يستغلون فترات الليل عندما تكون الشوارع فارغة من أجل زيارة زملائهم، غير أن الأمر خطير بالنسبة للكثيرين، بسبب شباب المنطقة الذين يعيشون في الشوارع ويهاجمون المارة ليلا لسرقتهم.

“هم عدوانيون للغاية”، هكذا وصفتهم “إلباييس” لأن كثير منهم يكون تحت تأثير المخدرات، ويستخدمون السكاكين والسواطير في السرقة، وهذا يحدث كثيرا في الأحياء والغابات التي يعيش فيها المهاجرون.

وأرفقت الصحيفة تقريرها بصورة، تظهر “محمدو” وهو خارج ليلا من المنزل لجلب كيس من الأرز من مواطن بحي “التقدم” بالرباط، وهو أحد الأحياء الخطيرة بالعاصمة، فيما يراقبوه أصدقه من سطح المنزل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *