مجتمع

“لا مستحيل” (ح3): عبد النور.. ولد بدون يدين لكنه استطاع رفع راية المغرب عالميا (فيديو)

سناء كريم

الإرادة سر نجاح كل طَموح، وبالأمل، استطاع عبد النور الفديني الذي ولد بدون يدين أن يرسم مسارات متميزة لمستقبله.

ولد عبد النور سنة 1985 بمدينة مكناس، مما جعل طفولته جد صعبة، لكنه استطاع بالصبر والمثابرة، والتحدي أن يصنع من إعاقته نافذة تطل به، وأسرته الصغيرة نحو المستقبل، بل استطاع يرفع راية بلده المغرب ببطولاته الدولية في رياضة الباراتكواندو..

في حديث عن طفولته، قال عبد النور في حواره مع “العمق”: ” ولدت بدون يدين والحمد لله، وبالتالي ولادتي بهذا الشكل كانت مفاجئة لوالدتي ووالدي، سيما وأن الطب لم يكن متطورا كما هو الشأن بالشكل الحالي، ولم تستطع أسرتي ولا محيط المستشفى ماذا حدث لكي ازداد بدون يدين..فكان الاستسلام لهذا الواقع أو “قضاء الله”، ممزوج بخوف كبير على مستقبلي، حيث طرحت أسرتي الكثير من الأسئلة حول كيف سأعيش؟ كيف سأدرس؟ وكيف سيكون مستقبلي..”.

أسئلة كثيرة، وألم أكبر كان يعتصر أسرة عبد النور الصغيرة، لم تجد الإجابة عليها إلا حين اشتد عضده، واستطاع أن يرسم لنفسه طريقا ليصير مفخرة هذه الأسرة.

لم تفارق الابتسامة عبد النور وهو يحكي عن حياته السابقة، ذكريات بالرغم من قسوتها إلا أن النجاحات المتواصلة التي حققها ذوبت كل تلك الأشجان، يقول عبد النور:”أصعب مرحلة أتذكرها، حين افترقت على حضن والدتي لكي أدرس بمؤسسة ابن البيطر الخاصة بالأطفال في حالة إعاقة بالخميسات..بكاء ونحيب وحزن، لكن ما وجدته في هذه المؤسسة أنساني بعدي عن أسرتي، حيث كانت بدايات صقل شخصيتي هناك.

تحمل عبئ المسؤولية وهو طفل في السادسة من العمر، لكن التحدي كان مبدأ في حياته، لذلك صار يفكر في وسائل بديلة عن اليدين، فأبدع في عمل كل شيء برجليه..غسل وجهه، الصلاة، الدراسة، الكتابة…

حصل عبد النور على الإجازة في الدراسات الفرنسية، كما حصل بالموازاة على ديبلوم تقني متخصص في الصيانة المعلوماتية، لكن حين كان يتقدم للعمل في شركة أو مؤسسة، يسألونه عن كيفية استعمال الحاسوب وهو بدون يدين والسؤال الذي يرد عليه عبد النور بضحكة مريرة:”كان يجدر بهم سؤالي كيف حصلت على ديبلوم المعلوميات”.

وبالرغم من رفض عدد من المؤسسات تشغيله بالرغم من شهاداته الجامعية، إلا أن اليأس لم يتمكن من عبد النور، فكان أن لجأ إلى الرياضة، وبعد عناء صار بطلا في رياضة الباراتكواندو وحصل على عدد من الميداليات..وبالرغم من كل هذه النجاحات، أجمل ذكرى وأجمل حدث وقع لـ”عبد النور” هو لقاؤه مع الملك محمد السادس، هذا اللقاء الذي منحه “نفسا، وشحنة جديدة”، يقول: ” صراحة كنت أدرس بجدية لضمان المستقبل، وتحقيق نتيجة مثل الوظيفة، وكان عندي تخوف من هذه المسألة..لكن وإن رفضت تلك المؤسسات توظيفي، إلا أن الملك أعطاني فرصة لإثبات قدراتي”.

عبد النور، استطاع في سنوات قليلة أن يجيب عن أسئلة والديه، وأن يريحهم من هم التفكير في مستقبله، بل أسس أسرة أثمرت ثلاثة زهور، يحاول جاهدا أن يربيهم بشكل جيد، ويثابر من أجل تحقيق كل جميل لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *