أما بعد

أما بعد .. السيد وزير الصحة هل تعلم أن الصحة بزاكورة منكوبة؟

وزير الصحة

لا طالما رددنا في فضاءات ثانوية أحمد بناصر بزاكورة ونحن تلاميذ شعارات من قبيل “هذا مغرب الله كريم، لا صحة لا تعليم”، وكم تمنيت بعدها أن تكذب الأيام هذا الشعار لكنها لم تزده إلا عمقا وترسيخا بما يحمل من دلالات وما يحيل عليه من معاني.

السيد وزير الصحة هل تعلم أن طبيبي العظام غير موجودين بزاكورة، وأن أي حالة كسر تفد على المستشفى الإقليمي للمدينة يحال بورقة بيضاء وبدم بارد إلى مستشفى ورزازات، هل تعلم السيد الوزير أن أحد الأطباء كان في عطلة رغم مذكرتكم التي دعت الأطر الصحية للالتحاق خلال 48 ساعة، والآخر تم تنقيله ولم يعوض بعد مع أن مذكرة سابقة شددت على عدم تحرك أي طبيب من مكانه إلا عند وصول الطبيب الجديد. هذا الوضع حول مستشفى زاكورة إلى محطة تأشير وعبور لحالات قد تصل لمشتشفى سدي احساين أو قد يكون مصيرها هو جناح الأموات بمشفى بوكافر.

اقرأ أيضا: تحت لهيب شمس حارقة.. مرضى القصور الكلوي بزاكورة يحتجون طلبا للحياة

هل تعلم السيد وزير الصحة أن قرابة عشرين حالة بإقليم زاكورة يضطرون إلى التنقل حتى ورزازات أو أكادير أو مدن أخرى من أجل إجراء عمليات تصفية الكلى بقيمة 800 درهم للعملية الواحدة وضمنهم من هو مضطر لإجراءها ثلاث مرات فالأسبوع، وذلك بسبب تذرع مركز استقبالهم بأن طاقته الاستعابية لا تتحمل أكثر من 56 حالة، مع العلم أنه لا يشتغل مساء الأربعاء ومساء السبت ولا يوم الأحد مع وجود جمعية مستعدة لتوفير عدد من الأطر الصحية لشغل هذه الفترة واستثمارها، ومع وجود مركز جديد لتصفية الكلى تم دشينه ثلاث مرات إلا أنه لم ير النور بعد ويتم الحديث عن احتمال فتحه نهاية هذا العام.

السيد وزير الصحة إن هذا الوضع كتبنا عنه في جريدة “العمق” أيضا بخنيفرة وهو ذات الأمر الذي قد يمتد ليشمل مناطق عدة من المغرب العميق ممن يؤدون ضريبة الصمود في الهوامش وإعمار فيافي تفتقر أحيانا للماء والكهرباء، فكيف إذا تفاقم ذلك الوضع بقلة الصحة وأمراض ومشاكل أخرى تهم نقص الأطر أو موسميتها وضعف الإمكانيات أو انتشار الزواحف السامة وغياب الأمصال كما هو الشأن بدواويير إقليم طاطا والسراغنة والرحامنة وغيرها كثير.

السيد وزير الصحة إن كنت تعلم كل هذا ولا تتدخل ولا تتخذ ما يلزم من خلال مختلف الصلاحيات الموضوعة تحت أيدكم فإنها مصيبة، أما إذا كنت لا تعلم شيئا عن كل هذا فالمصيبة أعظم والبلاء أفدح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *