منتدى العمق

الأنظمة العالمية وعودة الدكثاتوريات

باتت الأسئلة تطرح والأنظمة تتغير والخطاب يتخذ منحى أخر في العالم كبداية لعهد جديد تفوح منه رائحة الحقد والكراهية والإقصاء والترهيب بعد أن انتفض العالم بحتا عن الحرية والكرامة.

لقد صعد نجم ترامب وثم ترشيحه كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية رغم خطابه الردكالي ومواجهته لمجموعة من التيارات والتوجهات في العالم وما يسميه بالإسلام الردكالي نموذجا، فهل تكون هذه البداية لعودة الدكتاتوريات في العالم بعد أن تخلص العالم من هتلر وستالين .أم أن التوجه العالمي ينحوا نحو وحدة شاملة لمحاربة العدو الواحد المتمثل في الإسلام أو الإسلام الردكالي كما يفضلون تسميته .

إن ما يقع في فلسطين من تصعيد وتشجيع الإستطان الإسرائيلي الغاشم والترهيب والتقتيل للمواطنين الفلسطينيين تحت غشاء الإرهاب في صمت دولي دليل على نوع من التحول خصوصا ووعد ترامب بتحويل القنصلية الأمريكية نحو القدس المحتلة، ولا يمكن أن نستثني العالم العربي من هذه التحولات فبالعودة إلى تاريخ مصر وعهد جمال عبد الناصر بالتحديد والذي عرف إقصاء لتيارات مهمة من المصريين خصوصا الإخوان المسلمين حيث كان يعتبر الانتماء للإخوان نوع من الإرهاب وأن كل شخص يخالف النظام هو عدو للثورة المصرية والنظام الاشتراكي مما جعله يدس في السجون وترهيب المواطنين إلى حد لجوء بعضهم لاحتساء الخمر والولوج للملاهي من أجل إبعاد الشك عنه ،فإن ذلك التاريخ يعيد اليوم نفسه بعد الانقلاب على الديمقراطية وإسقاط الإخوان وتم تصنيفهم ضمن الحركات الإرهابية وحركات أخرى خارج فلسطين كحركة حماس القلب النابض للتحرير الفلسطيني. ومن خلال قانون الإرهاب الذي صادق عليه الكمبرادور السيسي سنة 2015 الذي يعتبر كل من عاكس التيار ولم يصفق للرئيس العظيم مجرما يجب الزج به في السجون ليشمل الاعتقال بذلك مجموعة من المشاهير والصحافيين والإعلاميين.

إن المغرب اليوم يسير في نفس الاتجاه، فقد توالت الأحداث حدثا عن حدث مند الإعلان عن إقامة الانتخابات التشريعية إلى ما بعد السابع من أكتوبر والتي أعاقت تشكيل الحكومة إلى حد الساعة. ومن جهة أخرى وبعد أن أقرت الدولة المغربية التصالح مع التاريخ وتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة والتي حاولت نفض الغبار عن القضايا الغامضة والكشف عن أسرار التاريخ المغربي الدفينة، من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان حاولت الدولة التصالح مع الديمقراطية وإعادة الاعتبار للمظلومين رغم الضبابية التي لازالت تشوب بعض القضايا التي لم يحن رفع الستار عنها كقضية المهدي بن بركة وقضايا أخرى.

فإن المسلسل القديم عاد ليتمم حلقاته ويعيد الاستبداد والانتهاكات إلى التاريخ الحديث للدولة المغربية ما بعد دستور 2011 في ملفات عديدة اجتماعية وسياسية (محسن فكري معتقلي الحسيمة قضية الأساتذة المتدربين……) بل أكتر من ذلك فقد عادة سياسات الاعتقالات التعسفية لأبناء هذا الوطن الجريح بذريعة الإرهاب دون تهمة ثابتة وأخرها اعتقال الشباب الذين أشادوا بمقتل السفير الروسي في تغريدات فيسبوكية لا صلة لها بتنظيم إرهابي.

فهل تعود هيئة الإنصاف والمصالحة للقيام بدورها البطولي أم أن المغرب ييتمم المنحى ويسير وفق المعطيات العالمية المتجهة نحو الدكتاتورية ، في أفق التحاق الدول الأوربية بالركب والتي أضحت فيها التحالفات بين أحزاب اليمين المتطرف قبل بزوغ فجر الانتخابات الواشكة في غالبية هذه الدول.