مجتمع

حكم “مخفف” على متهم باغتصاب أرملة بجبال تنغير يثير غضبا فيسبوكيا

محكمة الاستئناف بورزازات

قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بورزازات، الأربعاء، بسنة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم في حق متهم باغتصاب وتعنيف أرملة بمنطقة “أمسمرير”، التابعة لإقليم تنغير.

الحكم الصادر في حق المتهم، أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون “حكما مخففا”، و”يشرعن الاغتصاب والاعتداء على النساء”، متسائلين عن الأسباب التي دفعت بالمحكمة لتخفيف الحكم في حق المتهم.

وفور صدور الحكم، انتشرت تدوينات غاضبة على “فيسبوك”، تستنكر الحكم على مغتصب الأرملة “بزة” بسنة حبسا نافذا فقط، بالرغم من كل الأدلة التي تدين المتهم، مستغربة من “التساهل مع المجرمين”.

وفي تعليقه على قرار المحكمة، قال بوجمعة أولعيج، وهو قريب الضحية، إن الحكم جائر في حق الأرملة، مضيفا أن المتهم يستحق أقصى العقوبات ليكون عبرة لغيره، ولكون ما اقترفه في حقها سلوكات غريبة على المنطقة.

وأضاف أولعيج في حديث مع جريدة “العمق”، أن الحكم مخفف جدا في حق المتهم، بالرغم من أن هناك أدلة كافية لدى المحكمة لتوقع أقسى العقوبات في حق المتهم، مشيرا إلى أن عام واحد من السجن تشجيع للمجرم ولطينته لتكرار مثل هذه الجرائم.

وحوّل “وحش آدمي” السكون والطمأنينة اللذان تعيش فيهما “خالتي بزة” ذات الـ55 سنة، منذ وفاة زوجها مارس 2018، إلى رعب وجحيم، بعد أن اقتحم منزلها الكائن بجماعة “تلمي”، إقليم تنغير، وقام باغتصابها وتصويرها وتهديدها بالقتل إن هي كشفت أمره.

وتعود تفاصيل هذه الجريمة التي اهتزت لها جبال تنغير، إلى مساء يوم الأحد 6 دجنبر 2020، بعدما قام المتهم “ع، ع” البالغ من العمر 24 سنة، باقتحام منزل الأرملة موهما إياها بأنه يحمل لها رسالة من ابنتها “ح”، قبل أن يقوم بطرحها أرضا لينهال عليها بالضرب محاولا اغتصابها.

وبحسب ما أكده قريب لعائلة الضحية في تصريح لجريدة “العمق”، فإن المتهم انهال بالضرب على الأرملة “ب، ع”، التي كانت أيضا تدافع عن نفسها ووجهت ضربات للمتهم، دون أن تتمكن من النجاة من قبضته، حيث استمر بالاعتداء عليها إلى أن فقدت وعيها.

الجاني تسبب للضحية بكسر أحد أصابعها وجروح على مستوى الوجه والعنق وكدمات في مختلف أنحاء الجسم، وفق للمصدر ذاته، والذي أشار إلى أن “خالتي بزة” بعدما استفاقت وجدت نفسها عارية وبجانبها الجاني وهو يقوم بتصويرها بكاميرة هاتفه النقال.

وأشار قريب الأرملة الضحية، إلى أن الجاني استل سكينا بعدها وهددها بالقتل إن هي أبلغت السلطات الأمنية بالواقعة، كما طالبها بتسليمه كل ما تملك من مال، مضيفا أن الضحية تعاني من مرض السكري والضغط الدموي، وقد أغمي عليها لمرة ثانية بعد تهديد الجاني لها بالقتل.

بعد أن انصرف الجاني، يضيف قريب الضحية، ظلت “خالتي بزة” تضمد جراحها وتفكر في تهديداته إن هي أخبرت أحدا بما فعله بها، إلى الرابعة فجرا حيث اتصلت بأختها وأخبرتها بالواقعة، حيث تم إبلاغ رجال الدرك الملكي بالأمر، غير أنهم لم ينتقلوا لمنزلها، قبل أن يشير مصدر الجريدة إلى أن سوء الفهم هو ما عطل تدخل الدرك الملكي بسرية امسمرير.

وأوضح المتحدث ذاته، أنه تم نقل الضحية إلى مستشفى تنغير من أجل تلقي العلاجات اللازمة، غير أنه حالتها استدعت نقلها إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، حيث سلمت لها شهادتين طبيتين تثبتان مدة العجز في 25 و30 يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *