انتخابات 2021، سياسة

الزياني: تصدر الأحرار لانتخابات الغرف ينسجم مع المتغيرات التي مست طريقة عمله

في تعليقه على نتائج الانتخابات المهنية، قال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري عثمان الزياني إن صعود حزب التجمع الوطني للأحرار في هذه الانتخابات ينسجم مع المتغيرات التي مست طريقة عمل الحزب وتطور مستويات تنظيمه وتعبئته واستفادته الى حد كبير من ظاهرة الترحال الحزبي التي مكنته من استقطاب الكثير من الاعيان المتمرسين على اللعبة الانتخابية.

وأضاف الزياني في تصريح لجريدة “العمق” هذا طبعا يحيلنا الى القول بأنه لن يكون حصد حزب التجمع الوطني لمكان الصدارة في الانتخابات المقبلة عنصر مفاجئة، لافتا إلى أن النتائج قد تكون جد متقاربة بين مختلف الاحزاب بما فيها حزب العدالة والتنمية وحزبي التجمع الوطني للأحرار والاصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال بفعل تأثيرات القاسم الانتخابي ايضا.

وعن إمكانية اعتماد نتائج هذه الانتخابات كمؤشرات دالة على امكانية حدوث تغيرات جذرية حتى على مستوى نتائج الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة بالحجم الذي يوازي هذه النتائج المتعلقة بالانتخابات المهنية، أشار الزياني إلى أن الانتخابات المهنية تكتسي طابعا خاصا حيث يطغى عليها الطابع المهني على حساب الطابع السياسي على الرغم من امتداداتها في حقل الممارسة السياسية والصراع الحزبي وتتحكم فيها الاعتبارات الاقتصادية والمالية والخدماتية والخلفيات الاجتماعية والمهنية للمترشحين، رغم الانتماءات السياسية للمترشحين مما يجعلها تختلف عن الانتخابات المحلية والبرلمانية التي تكتسي بعدا سياسيا خالصا ويفترض فيها تنافس البرامج الحزبية والانتخابية.

وأوضح المتحدث بأنه “على الرغم من أن مشهدية النتائج تسعفنا في استقراء وضعية الاحزاب وواقع تنافسيتها وقياس مدى جاهزيتها للانتخابات المقبلة، الا أنه من الصعوبة بما كان اعتمادها كمؤشر للحكم على نتائج الانتخابات المقبلة وخير دليل على ذلك ان حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المهنية ل 2015 لم يتبوأ مكان الصدارة في هذه الانتخابات الا أنه اكتسح الانتخابات البرلمانية من حيت الصدارة والعدد المحصل عليه من المقاعد”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري أن هذا لا يمنع من ربط هذه النتائج بمتغيرات سياقية أخرى مرتبطة بالسياق الحزبي أساسا خصوصا التغير الاساسي الذي مس طريقة التعبئة الشاملة التي اعتمدها حزب التجمع الوطني للأحرار ، والذي استفاد وسيستفيد من مخزون الأعضاء المترشحين الذين قدموا اليه من باقي الاحزاب الاخرى، بالإضافة الى مختلف المشاكل التنظيمية التي عاشها كل من حزب الاصالة والمعاصرة، وكذلك حزب العدالة والتنمية، كما أن هذا المؤشر يمكن ربطه بأداء حزب العدالة والتنمية في حد ذاته خلال قيادته لولايتين حكوميتين، والتي تنذر بحصول تغييرات على مستوى خريطة النتائج الانتخابية المحلية والبرلمانية المقبلة لكن ليس بهذا الحجم والتكلفة الموجودة على مستوى نتائج انتخابات الغرف المهنية”.

وعلل الزياني ذلك بالقول ” لأن الانتخابات المحلية والبرلمانية يحكمها منطق خاص يختلف عن منطق اعتمال الانتخابات المهنية، كما Hننا ندرك جيدا طبيعة السلوك الانتخابي للهيئة الناخبة لحزب العدالة والتنمية التي يحكمها الانضباط، خاصة إذا استحضرنا حجم الضغوطات الانتخابية التي تعرض لها سابقا والتي لم تنل من تصدره نتائج الانتخابات البرلمانية”.

وأشار الزياني إلى أن حجم الرهان الحزبي على مستوى الانتخابات المهنية يقل عنه عن مستوى الرهان في الانتخابات المحلية والبرلمانية، والكثير من الاحزاب تعطي الاهمية القصوى للانتخابات المحلية والبرلمانية على حساب الانتخابات المهنية، مما يصعب معه الاقتران الالي و الربط الميكانيكي بين نتائج انتخابات الغرف المهنية ونتائج الانتخابات المحلية والبرلمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *