مجموعة الأزمات الدولية تكشف تأثير حرب روسيا وأوكرانيا على المغرب

سلط تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية الضوء على تأثير العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا ضد أوكرانيا على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي هذا الصدد، قال تقرير المجموعة إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب والوقود، هو التأثير الرئيسي للحرب الأوكرانية حتى الآن على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبحسب التقرير، فإن المغرب أقل تأثرا بأزمة الحبوب، حيث يستورد ما بين 20 و30 في المائة فقط من قمحه من روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، يستدرك التقرير، لا تزال المملكة عرضة بشكل عام لصدمات الأسعار، حيث تشتري 40 في المائة من القمح الذي يستهلكه سكانها من الخارج.
ينضاف إلى ذلك موجة الجفاف غير المسبوقة التي تشهدها المملكة التي أدت إلى تقليص الإنتاج المحلي بشدة، وفق ما اورده التقرير.
وكإجراء حكومي، أوضح المصدر ذاته أن الحكومة ضاعفت ميزانيتها لدعم الدقيق ثلاث مرات. وبالإضافة إلى ذلك، وعدت بتقديم الدعم المالي لقطاع النقل لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود.
وأشار تقرير المجموعة إلى أنه من المرجح أن يؤدي ارتفاع الإنفاق على الدعم إلى توسيع عجز الميزانية لعام 2022.
وفي الوقت الذي لم تحدد فيه الحكومة كيف تخطط لتمويل هذه النفقات الإضافية، يشير التقرير إلى أن المغرب قد يضطر إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي أو التخطيط لإصدار سندات جديدة لسد الفجوة. لافتا إلى أنه من المرجح أن يزداد الدين الخارجي، على الرغم من أن المغرب لديه بعض المساحة للمناورة المالية مقارنة بمصر أو تونس على سبيل المثال.
وبخصوص تعامل المغرب مع العمليات العسكرية التي تشنها القوات الروسية ضد اوكرانيا، اوضح التقرير أن المغرب اختار الحياد “متجنبا وصف ما يحدث بالغزو في تصريحاته العامة”.
وأضاف أن المغرب ” لم يشارك في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين الغزو الروسي، وقال لاحقًا في بيان إن قرار عدم المشاركة كان” قرارًا سياديًا لا يمكن تفسيره على أنه انحراف استراتيجي أو موقف مخالف للقانون الدولي والوحدة الترابية للدول”.
كما اختار المغرب لعب الكرسي الفارغ أثناء تبني قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 مارس و 7 أبريل بشأن الحرب في أوكرانيا. وعزا تقرير مجموعة الأزمات الدولية هذا الموقف إلى “مخاوف” الرباط بشأن عواقب الإدانة العلنية المحتملة للتدخل الروسي في أوكرانيا بشأن قضية الصحراء، خصوصا أن روسيا تعتبر عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ولها حق النقض.
وخلص تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى أن “تعامل الرباط الدبلوماسي الذكي مع روسيا والغرب يعني أنه من غير المرجح أن يكون للحرب في أوكرانيا تأثير فوري على نزاع الصحراء”.
اترك تعليقاً