سياسة

لغروس: الرهان اليوم بملف الصحراء على النخب.. والجزائر عاشت في أحداث “الكركرات” أكبر عزلة

قال محمد لغروس، مدير نشر جريدة “العمق المغربي”، إن الرهان اليوم على النخب فيما يخص ملف الصحراء المغربية، مشددا على ضرورة تملك النخب للجرأة والشجاعة لحسم النقاش والمواقف في هذا النزاع الذي عمَّر طويلا.

وأوضح لغروس أنه يجب على النخب اليوم أن تحسم هذا الملف بأن تسمي الأشياء بمسمياتها وتقول للظالم إنك ظالم، وتقف في وجه من يهدر جهود التنمية، مضيفا: “كفى من تجزيء المجزأ وتقسيم المقسم في وقت تتواصل فيه التكتلات الدولية الأخرى”.

جاء ذلك في تعقيب له خلال ندوة نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لمدينة الداخلة، صباح اليوم السبت، حول موضوع “في عالم ممزق بين الجوائح والحروب: ما الذي يعيق حلم الاتحاد المغاربي؟”، بمشاركة متدخلين من المغرب وموريتانيا وتونس.

ويرى الكاتب والإعلامي المغربي أن جزءا من أهداف هذه الندوة ومن أنشطة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، هو التأكيد على أن الرهان معقود على النخب في ملف الصحراء، “بعد أن تكلست الجهود السياسية وضُربت عرض الحائط لأسباب واضحة”.

وتابع في هذا السياق: “ولذلك فإن القضايا التي تثار في مثل هذه الفضاءات يجب أن يتم التفاعل معها، وضمنها استمرار فرض المغرب للتأشيرة على المواطنين الموريتانيين، والتي يجب أن تُترجم إلى سؤال لوزير الخارجية المغربي من طرف نواب جهات الصحراء”.

وحمل لغروس الجزائر مسؤولية الجمود الذي يطبع ملف الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن الأطروحة الجزائرية تروج نفس الأسطوانة منذ العام 1974 وإلى اليوم، حول تنظيم استفتاء يفضي إلى الاستقلال كحل للنزاع.

بالمقابل، يقول المتحدث، فإن المغرب الذي كان يقول إنه مستعد للتفريط في كل شيء إلا صحراءه، قبِل أن يستقبل قيادة البوليساريو عام 1992، وبعدها المشاركة في مبادرة الطائف بالسعودية.

وأشار إلى أن الموقف المغربي تحول بعد ذلك إلى ما يُعرف بـ”الوطن غفور رحيم” التي أسفرت عن عودة 12 ألف مغربي من تندوف، ثم تبادل الزيارات العائلية والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الانفصاليين، قبل طرح مبادرة الحكم الذاتي، في وقت ظل في موقف الطرف الآخر جامدا ويردد نفس الأسطوانة.

واعتبر صاحب كتاب “نزاع الصحراء.. آراء ومواقف”، أن المنتظم الدولي يرى في الحكم الذاتي حلا واقعيا، ومن ضمنه إسبانيا كأحد عناصر المشكل التي خرجت من الصحراء وتركت الوضع مشتعلا، قبل أن تقتنع بأن الحكم الذاتي هو الحل.

وذكر لغروس في هذا الصدد، ما كتبه الرئيس الموريتاني السابق، المختار ولد دادة، في “مذكرات الشرق الأوسط”، حين طُلب منه أن ينسحب من الاتفاقية الثلاثية سنة 1972 بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا، بتهديد صريح من الرئيس الجزائري حينها، بومدين الذي قال له: “وإلا فإن حدودكم مترامية الأطراف ولن تستطيعوا السيطرة عليها وسنقوم بأعمال فيها”، مشيرا إلى أنه بالفعل وقعت تفجيرات.

ويرى المتحدث أن أكبر عزلة حدثت للجزائر كانت في واقعة الكركرات، حيث أجمعت كل المنظمات والتكتلات الدولية، وضمنها الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، على أن ما قامت به البوليساريو هي أعمال بلطجة وعرقلة للتجارة الإفريقية.

وبخصوص الربيع العربي، أشار لغروس إلى أن المغرب تفاعل بطريقته وخصوصيته مع تلك الأحداث عبر تغيير الدستور وتنازل رئيس البلاد على جزء واسع من صلاحياته، كما لفت إلى تجربة موريتانيا وتونس في التفاعل مع الربيع العربي، باستثناء “الطغمة الحاكمة بالجزائر التي لم تتفاعل بشكل كبير لترجمة أماني وأحلام الشعوب إلى حقيقة”، حسب قوله.

يُشار إلى أن هذه الندوة شارك فيها كل من وزير الاتصال الموريتاني الأسبق محمد ولد أمين، والبرلمانية الموريتانية زينب منت التقي، والكاتب والإعلامي التونسي المقيم ببريطانيا عادل الحامدي، ورئيس جهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، والباحث في الشؤون الإفريقية الموساوي العجلاوي، فيما سيرها الإعلامي عبد الرحمن العدوي.

وتأتي الندوة ضمن فعاليات اللقاء الاستثنائي الذي تنظمه الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بمدينة الداخلة، يومي 22 و23 يوليوز الجاري، والذي عرف، أمس الجمعة، جمعا عاما استثنائيا للفرع الفيدرالي بالجهة، ومجلسا فيدراليا، وهو أول لقاء من هذا النوع تعقده الفيدرالية بالصحراء المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *