منوعات

مثير .. علماء يطورون أجنة اصطناعية دون حيوانات منوية ولا بويضة ولا رحم

تخيل مصانع عملاقة تصنع “قطع عيار” البشر أو أعضاء بديلة .. تقدم طلبية بقلب وفق مواصفات طبية معينة فتحصل عليه بعد فترة، وتطلب كلية، أو كبدا، أو أنفا، أوعينا، أو غيرها من الأعضاء والأنسجة فتحصل عليها مقابل مبالغ مالية.

كان ما سبق مجرد خيال علمي تستهلك الصناعة السنيمائية لتجريب إبداعاتها الفنية، وتوسيع دائرة التشويق وتنويعها، واليوم يتجه العلم إلى أن يجعل من ذلك حقيقة قائمة.

ومند مدة والعلماء يشتغلون لحل معضلات كثيرة تتعلق بعلاج الأمراض واستبدال الأعضاء والأنسجة الفاسدة بأخرى طبيعية، ومند حدث استنساخ النعجة الشهيرة دولي، والعلم يحقق اختراقات متوالية في هذا المجال.

وجديد اختراقات العلم هنا يتعلق بإنتاج فئران صناعية من خلايا جذعية دون الحاجة إلى حيوانات منوية ولا بويضة ولا رحم، مما يعتبر اختراقا علميا من شأنه أن يحدث المزيد من الثورات في مجال البحوث البيولوجية والطبية.

أجنة فأر اصطناعية

حسب قناة الحرة، طور باحثون في إسرائيل أجنة فأر اصطناعية بواسطة الخلايا الجذعية، دون الحاجة إلى استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات، ونمت هذه الأجنة في رحم اصطناعي لمدة ثمانية أيام، وهو تطور يفتح الباب أمام خلق أعضاء بديلة للبشر، وفق “واشنطن بوست” .

ووصفت “تايمز أوف إسرائيل”  نتائج البحث التي نشرت، الإثنين فاتح غشت، في مجلة Cell بأنه “خرق” علمي، وقال باحث غير مشارك لواشنطن بوست إنها “ستغير قواعد اللعبة”.

ومن خلال مجموعة من الخلايا الجذعية الجنينية، ابتكر العلماء في معهد وايزمان للعلوم أجنة اصطناعية تشبه إلى حد بعيد أجنة الفئران الحقيقية، حيث احتوت على قلوب نابضة بدائية، ودورة دموية، وأنسجة دماغية بدائية، وأمعاء. ونمت الأجنة في رحم اصطناعي وتوقفت عن النمو بعد ثمانية أيام، وهي مدة تقارب ثلث حمل الفئران.

وتم إنشاء حضانات خاصة لتوفير الظروف المواتية لنمو هذه الأجنة، وهي عبارة عن زجاجات بها سائل يعطي الأجنة جميع العناصر الغذائية والهرمونات والسكريات التي تحتاجها، وفق “تايمز أوف إسرائيل”.

لماذا اختراق غير مسبوق؟

وقال عالم الأحياء الخلوية، البروفيسور يعقوب حنا، من معهد وايزمان للعلوم لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنها المرة الأولى التي يتم فيها “إنشاء جنين متقدم من أي نوع من الخلايا الجذعية وحدها”.

وقال حنا، الذي قاد البحث، إن المحاولات السابقة لم تؤد إلا إلى تكيسات أريمية، أي الهياكل التي تتشكل في التطور المبكر للثدييات. وتحتوي الكيسة الأريمية على جزء ضئيل من الخلايا التي يزيد عددها عن مليون خلية في الأجنة.

وعلق قائلا: “إنه أمر رائع… لم تكن هناك حيوانات منوية ولا بويضة ولا رحم، لكننا تمكنا من تكوين أجنة من الخلايا الجذعية وحدها حتى ثمانية أيام، ثلث فترة حمل الفأر، بقلب ينبض”.

ورغم أن أجنة الفئران الاصطناعية تتشابه كثيرا مع أجنة الفئران الطبيعية، إلا أنها لم تكن متماثلة تماما ولم يتم زرعها ولم يحدث أي حمل في فئران طبيعية، وفقا لحنا.

ويتوقع أنه في المستقبل، سيتبرع المرضى بالجلد أو خلايا الدم لتصنيع هياكل شبيهة بالجنين، والتي بدورها يمكن أن تنتج الخلايا اللازمة لنمو الأعضاء.

وكان المعهد ذاته قد تمكن، في مارس 2021 ، من تطوير أجنة مكونة من 250 خلية إلى أجنة فئران بأعضاء مكتملة التكوين باستخدام أرحام اصطناعية.

وأوضح حنا أن “الفرق بين هذا البحث وما حققناه الآن هو مصدر الأجنة” ففي الدراسة السابقة، كانت أجنة طبيعية أتت من الفئران، ونشأت من خلال بويضات مخصبة بالحيوانات المنوية. الآن، الأجنة مصنوعة فقط من الخلايا الجذعية”.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن تزايد تشابه النماذج المصطنعة مع الأجنة الحقيقة يثير مسائل أخلاقية، لأنه يمكن في المستقبل خلق جنين اصطناعي بشري كامل.

وقال ألفونسو مارتينيز أرياس، عالم الأحياء التطورية في جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، والذي لم يشارك في البحث، لواشنطن بوست: “هذه علامة بارزة في فهمنا لكيفية بناء الأجنة لنفسها” ووصف التجربة بأنها “تغير قواعد اللعبة”.

الخلايا الجدعية

الخلايا الجذعية، حسب “مايو كلينيك”، هي المواد الخام للجسم، فهي الخلايا التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى التي تؤدي الوظائف المتخصصة. وتنقسم الخلايا الجذعية في ظل الظروف المُناسبة في الجسم أو المختبر لتكوّن مزيدًا من الخلايا تسمى الخلايا الوليدة.

وهذه الخلايا الوليدة إما أن تصبح خلايا جذعية جديدة أو خلايا متخصصة (متمايزة) ذات وظيفة أخرى أكثر تخصصًا مثل خلايا الدم أو خلايا الدماغ أو خلايا عضلة القلب أو الخلايا العظمية. ولا تتمتع خلايا أخرى في الجسم بهذه القدرة الطبيعية على توليد أنواع جديدة من الخلايا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *