منوعات

تأثير نتفليكس .. باحثة رصدت توجه النساء الغربيات للبحث عن الحب في كوريا الجنوبية

لم تعد نتفليكس مجرد شركة لبث الأفلام والمسلسلات بل يتزايد إنتاجها من الأفلام والمسلسلات لتنافس شركات الإنتاج الامريكية الكبرى مثل ديزني ووارنر بروس.

وحسب بي بي سي، تملك نتفليكس سلاحا لا تملكه الشركات الأخرى وهو خوارزمية متطورة تم تغذيتها لأكثر من 10 سنوات بالسلوك الاستهلاكي وأذواق ملايين المشاهدين حول العالم.

وحسب نفس المصدر بينت دراسة نشرت بجامعة لندن، أن بعض مستخدمي نتفليكس الذين عاشوا في المنزل نفسه كانت لديهم صفحة رئيسية لنتفليكس مختلفة تمامًا عن شركائهم بالسكن. إذ اختلفت كل صفحة رئيسية بناءً على تفضيلات وهوية كل مستخدم. فالمستخدم الأسود رشحت له الخوازميات اعمال لشخصيات سوداء، والمرأة امتلأت صفحتها الرئيسية بأفلام تحتوي على شخصيات نسائية قوية. بينما صرح أكثر من نصف المشاركين في الدراسة أنهم، في أغلب الأوقات، يشاهدون نتفليكس على هواتفهم الشخصية.

وعلى عكس التلفزيون الذي جمع العائلات في غرف المعيشة، حسب المصدر ذاته، تدفع خدمات البث وعلى رأسها نتفليكس مشاهدة الأفلام والمسلسلات إلى “الفردانية”. ولذلك تعتمد هذه المنصات بشكل كبير على خوارزميات الترشيح والتوقع، فمزيد من الأذواق والاختيارات، يعني مزيدا من الاشتراكات والأرباح. وحتى الآن لا تملك أي شركة أخرى خوارزمية مماثلة لنتفليكس مما قد يفسح لها المجال للسيطرة على الإنتاج الدرامي.

ما سبق رصدت له دراسة جديدة آثاره في سلوك النساء الغربيات، حيث سجلت تحولا لديهن في القيم دفعتهن للبحث عن الحب في كوريا كنتيجة لاستهلاك الأفلام الكورية عبر نتفليكس.

“تأثير نتفليكس: البحث عن الحب في كوريا

تعتقد الباحثة “مين جو لي”، حسب سي ان ان، أنّ ثمة أمرًا محيّرًا بشأن إقامة الشابات الغربيات في نزل الشباب في سيؤول بكوريا الجنوبية.

وعلى عكس نظيراتهن الآسيويات، حسب نفس المصدر، بدت هؤلاء النساء، معظمهن في أوائل العشرينيات من العمر، غير مهتمات بالوجهات السياحية المعتادة.

وتبقى النساء في نزلهن نائمات أو تشاهدن البرامج التلفزيونية الكورية، وتغامرن بالخروج بعد حلول الظلام فقط.

لفتت هؤلاء النساء انتباه الباحثة “لي”، التي تبحث حول سياسة الجنس والعرق في كوريا.

وكانت “لي” في المدينة لمعرفة أثر الصورة الدولية الصاعدة لثقافة البوب الكورية على السياحة.

بعد زيارة 8 نزل وإجراء مقابلات مع 123 امرأة، معظمهن من أمريكا الشمالية وأوروبا، توصلت “لي” إلى استنتاج مفاده أن العديد من النساء انجذبن إلى البلاد بسبب ما تسميه “تأثير نتفليكس”.

قالت “لي” إن النساء اللواتي قابلتهن كن مفتونات بالرجال الكوريين، الذين تم تصويرهم على التلفاز.

واعتبرن أن الرجال الكوريين مثقفون ورومانسيون، بينما اشتكين من الرجال في بلدانهن الأصلية، الذين يتجاهلون مظهرهنّ وذهنيتهم محدودة.

سافرت غريس ثورنتون، بستانية تبلغ من العمر 25 عامًا، من المملكة المتحدة إلى سيؤول عام 2021، بعد مشاهدة المسلسل الكوري Crash Landing on You على نتفليكس.

وأُدهشت بدورها، كيف أنّ الرجال لا يسخرون من النساء أو يتحرشون بهنَ لفظيًا في الشارع، كما يحصل في بلدها الأم.

وتعتبر ثورنتون أن الرجال الكوريين “مهذبون، وساحرون، ورومانسيون، يشبهون شخصيات القصص الخيالية، وشهام، ومحترمون”.

وقالت إنه من المثير للاهتمام مشاهدة الكوريين يرتدون ملابس جيدة ويعتنون بأنفسهم.

وتابعت ثورنتون: “في إنجلترا، أبدو مثل أي شخص آخر.. في كوريا، أنا مختلفة، ومثيرة، وأجنبية.. الناس يهتمون بي.. شعرت بأنني مميزة”.

تزامنت شعبية البرامج التليفزيونية الكورية لدى الجماهير العالمية مع زيادة مطّردة بعدد السائحات إلى كوريا الجنوبية.

عام 2005، زارت 2.3 مليون امرأة البلاد، مقارنة مع 2.9 مليون رجل، وفقًا لبيانات حكومية.

وبحلول عام 2019، قبل أن يؤثر فيروس كورونا على قطاع السياحة، قصدت حوالي 10 ملايين امرأة البلاد، مقارنة مع 6.7 مليون رجل فقط.

في الوقت نفسه، كان هناك انتشار كبير لمحتوى يركز على ظهور أزواج، رجل كوري برفقة امرأة من جنسية أخرى، على وسائل التواصل الاجتماعي.

رجل الفيلم ورجل الواقع

لسوء الحظ، تقول “لي”، تجد بعض النساء عقب وصولهن أن الرجال الذين يقابلونهن ليسوا مثاليين إسوة بمن تم تصويرهم على شاشات التلفاز.

وقالت مينا، وهي طالبة مغربية تبلغ من العمر 20 عامًا، إن البرامج التلفزيونية الكورية أثرت على قرارها بالمجيء إلى مدينة بوسان الجنوبية عام 2021.

وقالت إن الرجال الذين رأتهم على التلفاز صُوِّروا على أنهم “رجال محترمون وجميلون وأثرياء يحمونك”.

لكن خلال خروجها للسهر ليلًا تعرضت للتحرش الجسدي وعرض عليها ممارسة الجنس من غرباء في الشارع.

شعرت أن بعض الرجال الكوريين يميلون إلى الاعتقاد بأن النساء الأجنبيات أكثر انفتاحًا على ممارسة الجنس من النساء المحليات.

وقالت: “نحن متعة مؤقتة.. الرجال رجال، والبشر متشابهون في كل مكان”.

ومنذ ذلك الحين، فقدت استمتاعها بالبرامج التلفزيونية الكورية ولم تعد ترغب بمواعدة الرجال الكوريين.

وأخبرت بعض النساء لي أنهن أخطأن بالعثور على الرجل المثالي، وسيعدن للمحاولة في المرة المقبلة.

وقالت لي: “يرون بوضوح أن ليس كل الرجال الكوريين مثاليين، لكن يحتجن فقط إلى بديل لسوق المواعدة المخيب للآمال في بلدانهن الأصلية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • أبو أيوب
    منذ سنتين

    وتبقى النساء في نزلهن نائمات أو تشاهدن البرامج التلفزيونية الكورية، وتغامرن بالخروج بعد حلول الظلام فقط. هذا المقطع للتنبيه فقط فيه كلمتان يجب تصحيحهما : 1 تشاهدن الصحيح أن نقول يشاهدن 2تغامرن الصحيح أن نقول يغامرن .السبب هو :نقول في ضمير الغائبات هن يشاهدن يغامرن يخرجن....ونقول في ضمير المخاطبات انتن تشاهدن تغامرن تخرجن.... فضمير هن يستعمل عندما نتكلم عن جماعة الغائبات وضمير انتن نستعمله عندما نخاطب جماعة من النساء. مباشىرة. هذا من باب التنبيه للحفاظ على اللغة العربية ودوركم في هذا الامر مهم كموقع يتابعه عدد كبير من الناس ولكم جزيل الشكر والامتنان.