منوعات

رئيسها التنفيذي يعترف: النظارات الذكية لشركة “ميتا” يمكنها تصوير الناس سرا وانتهاك خصوصيتهم

بعد سنة تقريبا من إطلاقها، تواجه النظارات الذكية التي تنتجها شركة “ميتا”، امتحانا صعبا بعد اعتراف رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ مؤخرا بأن تلك النظارات يمكن أن تستعمل في التصوير السري للأشخاص.

وتراهن شركة “ميتا” المالكة لشبكة التواصل الاجتماعي الأشهر والأوسع انتشاراً في العالم “فيسبوك” في التنافس في عالم “الواقع الافتراضي” على النظارات الذكية التي تنقل صاحبها إلى عالم آخر.

وكانت “ميتا”، حسب مصادر إعلامية، قد أطلقت نظارتها الذكية، ”Ray-Ban Stories“، في سبتمبر/ أيلول 2021 بالشراكة مع شركة النظارات العالمية ”EssiloLruxottica“، وتسمح النظارة الذكية بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو عن طريق كاميرتين مدمجتين بدقة 5 ميغابكسل.

وحسب نفس المصادر، يمكن الاستماع إلى الموسيقى من خلال مكبرات الصوت المدمجة أيضاً داخل الإطار واستقبال المكالمات الهاتفية. وكل ما على المستخدم فعله هو توصيل النظارة بجهاز “iOS” أو “أندرويد” للحصول على كامل الوظائف.

وتأتي النظارات الشمسية الذكية بثلاثة أنماط كلاسيكية من “Ray-Ban”، مع عدد من تركيبات الألوان والعدسات، كما تتوافق النظارات مع العدسات الطبية. ويبدأ سعر النظارة من 299 دولارًا، مع توافر خيارات العدسات المستقطبة والانتقالية بسعر أعلى.

مارك زوكربيرغ يعترف

تحدى جو روغان الممثل الكوميدي السابق ومذيع “البودكاست” الحالي مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” (Meta) إذا كانت نظارات ميتا الذكية الجديدة تمثل مصدر قلق محتمل لانتهاك الخصوصية، حسب الجزيرة نت، وذلك خلال استضافته في البودكاست الخاص به “ذا جو روغان إكسبيرينس “(The Joe Rogan Experience).

زوكربيرغ الذي انضم إلى بودكاست في مقابلة استمرت 3 ساعات، حسب نفس المصدر، دافع عن النظارات لكنه اعترف بأنه قد يكون من الممكن تصوير الناس من خلالها سرا، وفق ما أورد موقع بيزنس إنسايدر.

وأخبر زوكربيرغ روغان أن الشركة “تواصل العمل على إصدارات جديدة” من النظارات.

وفي المحادثة، تحدى روغان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، متسائلا عما إذا كانت مثل هذه الكاميرا السرية يمكن أن تثير مخاوف تتعلق بالخصوصية على سبيل المثال؛ “إذا كان بإمكان الناس فقط البدء في تصوير الأشياء والأشخاص من دون علمهم”.

وردّ زوكربيرغ قائلًا إن المنتج يأتي مع ضوء في الزاوية يومض عند تسجيل مقاطع الفيديو أو الصور، وأضاف “أعتقد أن هذا جزء مهم حقا”.

ومع ذلك، ردّ روغان متسائلًا عما إذا كان الشخص يمكنه وضع قطعة من الشريط اللاصق على مصدر الضوء بحيث لا يلفت انتباه الضحية أنها مراقبة.

واعترف زوكربيرغ بمنطقية هذا الاحتمال، قائلا “أعتقد، من الناحية النظرية نعم”.

وبشأن الضوء الوامض على النظارات الذكية، قال زوكربيرغ “إنه يومض، وهو مؤشر نشط جدا”، وتحدث أن قطعة من الشريط اللاصق يمكن أن تتداخل مع كاميرا النظارات.

فضائح انتهاك الخصوصية

وميتا المالكة لفيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram) ليست بعيدة عن الاتهامات الخاصة بانتهاكات خصوصية عملائها.

ففي المدة الأخيرة واجهت الشركة ردّ فعل عنيفا لتسليمها رسائل خاصة على فيسبوك إلى الشرطة التي تحقق في الإجهاض غير القانوني.

ويذكر أنه بعد دفاعها المستميت عن نفسها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، وأعضاء البرلمان البريطاني، وقريبًا أمام البرلمان الروسي، بسبب الأضرار التي خلّفتها فضيحة تسريب بيانات المُستخدمين عبر شركة “كامبريدج آناليتيكا” (Cambridge Analytica).

عادت فيسبوك بسرعة لساحة الفضائح، حيث ظهرت تسريبات تكشف عن مُمارسات قامت بها الشبكة عبر مُشاركة البيانات مع مُصنّعي الهواتف دون علم المُستخدم، كما تسبّب خطأ برمجي قاتل بنشر مُشاركات 14 مليون مُستخدم وإظهارها للجميع، لتزداد مِحن الشبكة أكثر وأكثر.

وحسب الجزيرة نت، يبدو أن الفترة المُقبلة سوف تكشف مزيدًا من الأمور المستورة فيما يتعلّق بسياسات فيسبوك وعلاقاتها السرّية مع العديد من الشركات، فهي ولفترة طويلة، ومنذ 2008 تقريبًا، تُشارك مجموعة كبيرة جدًا من بيانات مُستخدميها دون علمهم مع مُصنّعي الهواتف الذكية، بما في ذلك شركات على غرار سامسونغ وآبل و”بلاك بيري” الكندية، بالإضافة إلى كل من أمازون ومايكرسوفت، مع إجمالي شركات يصل إلى 60 شركة تقريبًا.

وما سبق يثير أسئلة حول الإمكانات التي تتيحها النظارات الذكية في تسجيل الصور ومقاطع الفيديو بطريقة سرية، وإمكانية وصول الغير إليها دون إرادة وعلم الخاضعين لعمليات التصوير السري.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *