سياسة

وسط قلق أوروبي.. “ليز تراس” تخلف جونسون على رأس الحكومة البريطانية

تمكنت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، اليوم الإثنين، من الفوز بزعامة حزب المحافظين في بريطانيا، خلفا لبوريس جونسون الذي قدم استقالته من رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة.

وبهذا، تفوز “ليز تراس” رسميا (وهي وزيرة الخارجية في حكومة جونسون) بمنصب رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة، وسط قلق عواصم الاتحاد الأوروبي بشأن سياساتها المرتقبة.

وعقب فوزها، قالت رئيسة ليز تراس، إنها ستقدم برنامجا لخفض الضرائب، وستتعامل مع أزمة الطاقة في البلاد، وذلك في وقت تواجه فيه البلاد أزمة غلاء في أسعار المعيشة واضطرابات وركودا في القطاعات الإنتاجية.

وجاء فوز تراس بعد تنافس شرس على رئاسة الحكومة، دام 8 أسابيع، حيث كان خصمها في الاقتراع هو وزير المالية السابق، ريشي سوناك، والذي لمَّح إلى إمكانية خسارته قبل أيام، حين قال إنه إنه يتطلع، في حال خسارته، إلى دعم حكومة حزب المحافظين وسيبقى وزيرا فيها.

وتتجه الأنظار، غدا الثلاثاء، إلى قلعة “بالمورال” في اسكتلندا، حيث ينتظر أن يتوجه رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، والزعيمة الجديدة للحزب، ليز تراس، من أجل لقاء ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، حيث سيقدم جونسون استقالته رسميا، وتكلف الملكة تراس بتشكيل حكومة جديدة.

قلق أوروبي

وتشير وسائل إعلام أوروبية إلى أن عواصم الاتحاد الأوروبي تخشى من سياسات ليز تراس، خاصة فيما يتعلق بترتيبات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وترى صحفية “فاينشال” أن مستقبل العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيصبح على المحك بعدما قامت تراس بقطع المحادثات بشأن إصلاح صفقة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، بشأن التجارة مع إيرلندا الشمالية في يونيو الماضي، وذلك لصالح إجراء أحادي الجانب.

وكانت تراس قد أطلقت تشريعا لتمزيق جزء كبير من بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي يحافظ على المنطقة في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي للسلع، وذلك لتجنب الحدود التجارية في جزيرة إيرلندا، ما يهدد بتبديد السلام الهش في المنطقة.

ويدعم المحافظون المتشددون خطة تراس من أجل إلغاء جميع عمليات التفتيش على البضائع التي تنتقل من بريطانيا إلى إيرلندا الشمالية، والتي ليست متجهة إلى إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يراه مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أنه “عمل عدائي يعرض العلاقات بين الجانبين إلى مزيد من التوترات”.

ملفات صعبة أمام تراس

و”ليز تراس” هي رابع رئيس وزراء من المحافظين في بريطانيا منذ انتخابات 2015، حيث تمكنت من الفوز بهذا المنصب عقب خسارة سلفها جونسون ثقة الحزب الحاكم بسبب سلسلة من الفضائح، اضطر معها إلى إعلان استقالته في يوليوز الماضي.

وتواجه بريطانيا عدة أزمات سياسية منذ انتخابات 2015 ، في وقت تعاني فيه البلاد من ارتفاع معدل التضخم بلغ 10.1 بالمائة خلال شهر يوليوز المنصرم.

وكانت رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة، قد تعهدت بالتحرك سريعا لمعالجة أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا، مشيرة إلى أنها ستضع منذ الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.

وقالت تراس البالغة 47 عاما، في حوار صحافي سابق، إنها ستتحدى التقاليد بإلغاء الزيادات الضريبية وخفض الرسوم الأخرى التي يقول بعض الاقتصاديين إنها ستغذي التضخم.

وأشارت إلى أنها تدرك مدى صعوبة أزمة تكلفة المعيشة للبريطانيين، مضيفة في مقال على صحيفة “صنداي تلغراف”، بأنها ستتخذ “إجراءات حاسمة لضمان تمكن الأسر والشركات من اجتياز هذا الشتاء والشتاء التالي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *