منتدى العمق

تعاطف مغاربة العالم مع “البيجيدي”

تشهد صفوف مغاربة العالم حراكا غير مألوف لمساندة حزب العدالة والتنمية. وأكاد أجزم أنهم، ورغم اختلاف توجهاتهم الإيديولوجية، فإن الأغلبية الساحقة منهم واعية بدقة المرحلة وبالدور الذي يمكن أن يلعبه حزب العدالة والتنمية في استكمال مسار وورش الإصلاح الذي بدأه منذ 5 سنوات.

أتذكر قبل أزيد من 5 سنوات كيف كان الوعي بالواقع السياسي المغربي غائباً عن أذهان مغاربة المهجر تماماً، وأؤكد أن معظمهم لم يكن يعرف من يسير حكومتهم، ولا وزراء بلادهم، وكيف أن أغلبهم كان يتتبع برامج الإذاعات الوطنية، لكنه بمجرد بداية برنامج سياسي، أو جلسات البرلمان -التي كان الوزير الأول غائباً عنها تماماً- يسارعون في تغيير القناة، مع التعبير عن امتعاضهم واستيائهم على سياسيي الوطن.

فلنكن صادقين مع بعضنا البعض، فمع مجيء العدالة والتنمية للحكومة، وترؤس عبد الإله ابن كيران لها، قفز الوعي السياسي عند مغاربة المهجر إلى مستوى مشهود. وأصبح النقاش السياسي حاضراً جداً في حواراتهم اليومية. الكل يسأل، الكل ينكمش على هاتفه الذكي لمشاهدة مقاطع رئيس الحكومة أو بعض الوزراء، الكل يترقب من سيعوض الاستقلال بعد خروجه من الحكومة، الكل يبحث عن منجزات الحكومة…

هذا الوعي ورغم سطحيته في أغلب الأحيان، خلق نوعاً من الإحساس بالانتماء للوطن، ودفع مغاربةً كثر للبحث عن آثار الحزب في الخارج، وأؤكد أنني خلال مدة تقلدي لمسؤولية التنظيم و العضوية في فرع باريس، كنت أتوصل بطلبات عضوية من مغاربة الجيل الأول والثاني بوثيرة كبيرة جداً تفوق المتوقع، ومن أناس ذوي أيديولوجيات مختلفة تماماً، لا لشيء إلا لأنهم أحسوا بشيء من التغيير والجدية غير المسبوقة عند هذا الحزب الذي بعثر أوراق اللعبة السياسية المغربية منذ دخوله للحكومة، وكسر تلك الصورة النمطية السلبية التي كانت تعشعش في أذهان مغاربة الخارج.

الآن وأنا أمر بجانب القنصليات المغربية، وأسأل المغاربة الذين ألتقي بهم عن الحزب الذي سيصوتون عليه، أشعر بالفخر والاطمئنان، لاختيار الأغلبية المطلقة مساندة حزب العدالة والتنمية، رغم حملات التشويش، ورغم الهيمنة القذرة على الإعلام من طرف الجهات المعادية للإصلاح، ورفض فتح مكاتب للتصويت بالخارج، ورغم عرقلة بعض الأعيان، وحتى الحملات المضادة للبيجيدي من طرف بعض موظفي القنصليات. فالله ينصر الحق ولو بعض حين.

صوت الحق وصل إلى هنا، الكل وعى بمن يدافع عن الحق ومن هو كاذب، والنصر حليف جبهة الإصلاح إن شاء الله، وأقول للمشوشين في الخارج قبل الداخل : موعدنا أكتوبر، أليس أكتوبر بقريب.

زكرياء أوعبي / مهندس في فرنسا – مسؤول التنظيم والعضوية السابق في مكتب باريس