انتخابات 2016

بعد مسيرة البيضاء.. دعوات لمسيرة مضادة ومواطنون يحذرون من الفتنة

بعد مسيرة البيضاء المثيرة للجدل، دعا نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر إلى مسيرة مليونية مضادة، للمطالبة باحترام الدستور وإسقاط رموز الفساد ورفضا للتحكم، فيما اعتبر آخرون أن المسيرة الحقيقية هي مسيرة 07 أكتوبر، يوم تنظيم الانتخابات التشريعية بالمملكة، درءً للفتنة.

مسيرة “الديمقراطية” دعت لها صفحة “الجيش الإلكتروني لمحاربة التحكم” على الفايسبوك ليوم 25 شتنبر 2016، من أجل المطالبة بالكرامة والعيش الكريم واحترام الدستور وضد التحكم والعلمانية وحياد الدولة وإسقاط لائحة من رموز الفساد، على حد تعبيرها.

فيما اعتبر معلقون على الحدث، أنه لا داعي لهذه المسيرة وأن الرد الحقيقي هو يوم 7 أكتوبر، حيث دعا شاب يدعى عبد اللطيف شاقور، في تدوينة له على صفحة الحدث، إلى تأجيل مثل هذه المبادرات إلى ما بعد استحقاق السابع من أكتوبر، وقال: وفروا جهودكم المباركة إلى ما بعد فرز صناديق الاقتراع، حفاظا على استقرار الوطن وتجنبا لصدامات قد تكون قاتلة”.

في نفس السياق، اعتبر مدون اسمه محمد الغازي أن المغاربة ليسوا في حاجة إلى مسيرة في الوقت الراهن، و”التعليقات التي روجت في المسيرة الأخيرة خير دليل على ذلك، وأقول لمؤيدي الحكومة الحالية يكفيكم ما قاله عبد الإله بن كيران إن خير جواب هو الصمت، وتفعيل أي مسيرة قد يؤدي الى فتنة لا نعرف عواقبها”.

فيما علقت سيدة تدعى وفاء علوي، على الحدث قائلة: “خص الشعب يخرج و يبين للنظام شكون هو الشعب أما مرتزقة الأمس (مسيرة البيضاء) راه غي حمير الطاحونة .. جميعا للدفاع عن الوطن”، على عكس ما قاله رضوان صابر، حيث اعتبر أن المسيرة “ستكون 7 أكتوبر وسيكون الرد قوي على أعداء الديمقراطية فلا داعي للبهرجة”.

من جهته، قال شخص يدعى محمد العربي خزان، على خلفية الدعوة إلى المسيرة، “أراني أرى في بلدي فصول مسرحية “الربيع العربي” بالكتابة المصرية واليمنية: مليونية كذا وجمعة كذا، إلى أن هوت إلى ما لا عودة منه”.

في نفس الخط دون شخص يدعى انتصار قائلا: لا تغتروا…فمن دعا للمسيرة اللقيطة هو من يقف خلف هذه المسيرة أيضا، وهدفه إحداث شرخ مصطنع في المجتمع المغربي.. ميعادنا يوم 7 أكتوبر المسيرة الحقيقية نحو الصناديق والديموقراطية”.

كما دعا مدون آخر “إسراف جيروم”، إلى ضبط النفس وعدم التسرع بالرد بمسيرة مماثلة حفاظا على السلم والأمن، تفاديا لأي انزلاقات لا تحمد عقباها، مضيفا أن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع سيشكل ضربة موجعة للتحكم.

وكان سياسيون مغاربة، قد وصفوا مسيرة البيضاء، التي نُظمت صباح أمس الأحد، ضد ابن كيران بـ”الشوهة” و”الفضيحة”، معتبرين أن ما قامت به الداخلية من جمع الناس في مسيرة ضد الحكومة، دليل على أن “الدولة لا رغبة لها في أي تغيير”.

حيث اعتبر القيادي الاتحادي، جمال أغماني، أن الديمقراطية لا تحتمل ما عرفته مدينة الدار البيضاء، مشيرا في تدوينة له على فيسبوك، أن الديمقراطية تدبر بالخلاف الفكري وبالبرنامج والبرنامج المضاد، وتقديم حصيلة من تحملوا المسؤولية وبصناديق الاقتراع.

فيما اعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية خالد الرحموني، أن مسيرة اليوم “مسخرة ومهزلة وانحطاط وخفة وجنون سلطوي وغباء سياسي ومقامرة رخيصة في مشهد مثير للسخرية والشفقة”، مضيفا بالقول: “لن توقفوا زحف الإصلاح الديمقراطي”.

أما الباحث في العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، فقال إن ما يحدث هذه الأيام في الساحة السياسية المغربية، دليل ـ لمن يحتاج إلى دليل ـ على أن الدولة من رأسها إلى أساسها لا رغبة لها في أي تغيير، محذرا من أنه “إذا ما استفحل ما يحدث اليوم، وتمادت الدولة في “لا سياستها”، فإن القادم من أيام أو أشهر أو حتى سنوات، سينتقل من السيء إلى الأسوء”.