مجتمع

الملك يمنح 8 آلاف نسخة من القرآن مترجمة للمساجد الإيفوارية

 أدى الملك محمد السادس،اليومالجمعة مرفوقا بالأمير مولاي اسماعيل ورئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن درامان واتارا، صلاة الجمعة، بالمسجد الكبير لحي ريفيرا كولف بأبيدجان.

واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بحمد لله الذي ارتضى لهذه الأمة الإسلام دينا، وجعلها أمة وسطا للشهادة على الناس وليكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عليها شهيدا.

وأكد أن العلم الصحيح الذي يستنبطه العلماء من المصدرين الأساسيين الكتاب والسنة لابد له من عدول يحملونه بالتواتر على مر العصور، مذكرا بأن النبي صلى الله عليه و سلم يقول في هذا المعنى “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين”.

وأشار الخطيب إلى أنه لا يتأتى حمل علم الكتاب والسنة، صحيحا، إلا إذا حفظ من بعض الحملة غير العدول، الذين يظهرون في كل زمان ومكان، وهم الذين حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معروفون على مر العصور بثلاثة أوصاف وهي: الغلو في الدين، وهذا ماعناه رسول الله صلى الله عليه بقوله ينفون عنه تحريف الغالين، أي المبتدعة الذين يتجاوزون في كتاب الله وسنة رسوله المعنى المراد فينحرفون عن جهته، والانتحال، ويكون من انتحال المبطلين أي أصحاب الادعاءات الكاذبة الذين ينتحلون النصوص ويستدلون بها على باطلهم، فالعلماء يبينون انتحال المبطلين، كما يبينون معاني النصوص على وجه صحيح، وأخيرا أصحاب التأويل الجهلة وهم الذين يتأولون القرآن والسنة إلى ما ليس بصواب بسبب جهلهم وقلة علمهم وقلة بصيرتهم.

وسجل الخطيب أن الأصل في أهل العلم أن يكونوا عدولا ثقاة يجمعون بين العلم والعمل، كما كان علماؤنا المتقدمون، مبرزا أن واجب العلماء أن يصونوا العلم وأن يبتعدوا عن مواطن الريب.

وقال “إننا في جمهورية الكوت ديفوار نسعد هذه الأيام بالزيارة الميمونة للملك محمد السادس أمير المومني”، مشيرا إلى أن من أعماله الإصلاحية، حفظه الله، في ما يتعلق بحديث جده الذي ذكرناه، أنه “جعل بلده نموذجا للمسلمين لاسيما في حماية الدين وتجديد الخطاب الديني”.

وذكر أن الملك أحدث بهذا الصدد معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، مشيرا إلى أن المملكة المغربية سعدت بتخريج أفواج من الأئمة المرشدين الأفارقة والمرشدات الإفريقيات، ينشرون الإسلام الصحيح، والسنة الطاهرة، والمبادئ السامية والمثل العليا لهذه الرسالة الخاتمة.

وفي هذا الصدد، أكد الخطيب أن المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار يتقدم إلى الملك محمد السادس، بجزيل الشكر والعرفان، على هذه العناية الفائقة بالإسلام والمسلمين، بإفريقيا عامة وكوت ديفوار خاصة.

من جهة اخرى، أكد الخطيب أن المفهوم الصحيح للدين، هو الذي لا يخضع للأهواء والرغبات، ولا يتنصل من الثوابت والمقومات، ولا يتمرد على المبادئ والمقدسات، وعلى قدر تمسك الأمة بثوابتها وخصائصها، تتحقق الثمرات والأهداف المرجوة.

وذكر بأن الزيارة الميمونة للملك محمد السادس،  إلى جمهورية كوت ديفوار، زيادة على ما ستسفر عليه من أوجه التعاون المادي، تأتي لتجسيد مبدأ الوسطية والاعتدال في شريعة الاسلام، مشيرا إلى أن “المملكة المغربية، بقيادة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، تمثل نموذج الاعتدال في القارة الافريقية، سواء في جانب علاقات التعاون، أو في الجانب الروحي المتمثل في العقيدة والمذهب والتصوف السني”.

وفي هذا السياق، قال الخطيب “إننا في جمهورية كوت ديفوار، هذا البلد الذي يعرف للوحدة حقها، ويذكر للمملكة المغربية دورها المؤسس لمبادئ التحرر والتوحيد على صعيد إفريقيا، قد سعدنا برجوع المغرب إلى مقعده الطبيعي في الاتحاد الإفريقي”.

وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله تعالى، بأن يحفظ قائدي البلدين الملك مولانا محمد السادس، والرئيس  الحسن وتارا، وأن يكون لهما حصنا حصينا من كل سوء، ويوفقهما لكل خير، ويعنهما في جميع ما هما بصدده من ترقية بلديهما في كل المجالات. وفي أعقاب صلاة الجمعة، تفضل الملك بإهداء هبة عبارة عن 10 آلاف نسخة من القرآن الكريم، من ضمنها 8000 نسخة مترجمة إلى اللغة الفرنسية، إلى المساجد الإيفوارية، تسلمها رئيس المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار أبوبكار فوفانا.