سياسة

غضب جزائري وإسباني بعد إطلاق القمر الاصطناعي “محمد السادس” (فيديو)

هاجمت الصحافة الجزائرية والإسبانية خطوة المغرب بإطلق قمر صناعي لمراقبة الحدود، حيث كشفت صحف جزائرية أن السلطات الجزائرية شرعت في إجراءات مضادة للتشويش على القمر الصناعي المغربي.

استنكار الجزائر

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة “البلاد” الجزائرية إن لجنة حكومية مشتركة شرعت منذ الشهر الماضي أكتوبر، في أشغال نصب أنظمة مراقبة تكنولوجية، وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش، لتعزيز المراقبة على الحدود مع المغرب.

وتابعت الصحيفة الجزائرية أن “هذه الخطوة أملتها دواع أمنية متزامنة مع اعتزام المغرب إطلاق قمر صناعي تجسسي”.

وأوضحت الصحيفة أن “العازل الذي بدأت الأشغال بخصوصه مزود بأنظمة مراقبة واتصال كهروبصرية جرى تصنيعها بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الغرض من القمر الصناعي المغربي الجديد هو إطلاق أنشطة تجسس على الحدود الجزائرية”.

وتعرف العلاقات المغربية الجزائرية توترا بين البلدين على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل انتقد فيها المغرب الذي رد عليها بقوة.

غضب إسباني

ولم تردد صحف إسبانيا في إعلان رفضها لإطلاق المغرب قمرا صناعيا لأغراض عسكرية، واعتبرت أن من شأن هذا القمر الصناعي الإخلال بالتوازن العسكري وتقوية ميزة التجسس لدى المغرب.

وقالت صحيفة “إلباييس” الإسبانية الواسعة الانتشار، إن القمر الذي اقتناه المغرب إلى جانب قمر آخر في صفقة قيمتها حوالي 500 مليون أورو سنة 2013، ولهما القدرة على التقاط صور مراقبة بدقة 70 سم، سيصبح المغرب بفعله أول بلد جار يمتلك هذه التجربة، حيث سيمكنه من رصد كل ما يتحرك على الأرض بدقة عالية.

وأضافت “إلباييس”، أنه “على الرغم من أن المغرب دولة صديقة لإسبانيا في مجالات تتعلق بالتعاون البناء في مكافحة الهجرة غير الشرعية والجهادية، فإن الاستراتيجيين العسكريين يحذرون من أن الميزة التكنولوجية التي حصل عليها المغرب قد تثير توجسا كبيرا”.

وسجلت الصحيفة أن من شأن هذا القمر، أن يمكن من “الحصول على معلومات مفصلة حول المنشآت العسكرية وتحركات القوات العسكرية للجيران، إسبانيا والجزائر، أو جبهة البوليساريو (مطالبة بانفصال الصحراء عن المغرب)، ليكون بذلك ثالث دولة في القارة بعد مصر وجنوب إفريقيا تتوفر على هذه القدرات”.

وشددت على أن “أول قمر صناعي تجسس مغربي تم بناؤه بأقصى قدر من السرية بعد توقيع العقد سنة 2013 إبان الزيارة التي قام بها في نيسان/أبريل من ذات العام إلى الرباط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وجرى بناءه من قبل عملاق الصناعة الأوروبية إيرباص”.

وأقرت الصحيفة أن المغرب يهدف من خلال هذا القمر الصناعي إلى “محاربة الهجرة غير النظامية والتهريب بشتى أنواعه، ومطاردة الجماعات الجهادية التي تنشط في الساحل، مثل القاعدة في المغرب الإسلامي، ورصد تحركات القراصنة على مستوى خليج غينيا، وكذلك مراقبة حدوده التي من السهل اختراقها”.

المغرب: لا داعي للتخوف

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن القمر الصناعي الذي اطلقه المغرب يعد مفخرة للبلد، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يكون مدعاة للخوف، لأنه خطوة مشروعة ومطلوبة لتعزيز مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيىية للمملكة.

وأضاف الخلفي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المجلس الحكومي، زوال اليوم الخميس، أنه “يجب أن نتقدم وأن نسير في خطوات أكبر على المستوى التكنولوجي لتلبية الحاجيات الاقتصادية والتنموية والفلاحية، التي بالنسبة للمغرب ليست سهلة، ونكتسب إمكانيات تكنولوجية أكبر تتيح المضي في هذا المسار”.

وتم بنجاح إطلاق أول قمر صناعي للمغرب يحمل اسم “MOHAMMED VI-A”، من قاعدة “كورو” التابعة لمنطقة “غوايانا” الفرنسية التي تطل على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء.

وانطلق القمر الصناعي، الذي يبلغ وزنه 1110 كلغ، اليوم الأربعاء، في الساعة الواحدة و 43 دقيقة صباحا بتوقيت غرينيتش، على متن الصاروخ الإيطالي الصنع “فيغا”، الذي يقوم برحلته رقم 11 منذ بداية استغلاله في 2012.

وبهذا يصبح المغرب ثالث دولة إفريقية تملك قمرا صناعيا خاصا بها بعد مصر وجنوب إفريقيا، حيث بعتر القمر الاصطناعي “محمد السادس A” ثاني قمر صناعي للمغرب بعدما أطلق في 10 دجنبر 2001 من قاعدة بايكونور الفضائية بكازاخستان، القمر الاصطناعي “زرقاء اليمامة” للاستشعار عن بعد، وذلك على متن الصاروخ الروسي زينيت-2.

وتزامن تاريخ إطلاق القمر مع احتفالات المغرب بعيد المسيرة الخضراء، كما تستعد لإطلاق قمر آخر في السنة المقبلة، يحمل اسم “MOHAMMED VI-B”.

وصمم القمر الصناعي “MOHAMMED VI-A” كل من شركة “تاليس إيلينيا سبيس”، التي تكلفت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة “إيرباص ديفانس آند سبيس”، التي اهتمت بتوفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات ومراقبة الساتل.

ويتميز القمر المغربي بقدرته على خدمة أهداف مدنية وأمنية، ومن المتوقع أن يتم استعماله لأغراض المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.

https://www.youtube.com/watch?v=HT3Wc2Qs8yU

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *