سياسة

لهذا ضيق “عدناني” مهلة إعداد صفقة الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية

لم يدم استغراب المقاولين الذين أقصوا منذ البداية من التنافس حول صفقة إعداد الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية كثيرا، حتى فهموا سبب الوقت الضيق الذي منحته دار الصانع للمقاولات المتنافسة لإعداد الملفات والدراسات وكذا تسليم المطلوب في الصفقة في أجل لم يتعد 24 يوما بين إعداد الملف التقني وحجر الساحات العمومية المميزة وسط تهيئ الخيام الضخمة، بالبوابات الكبيرة المنقوشة.

وتشير المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، أن شركة TLS المحببة لدى عبد الله عدناني مدير دار الصانع التي تنظم “الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية”، تمكنت من الفوز بصفقة الصالون المهني للصناعة التقليدية (minyadina) الذي تنظمه وزارة السياحة، والذي سيقام في الرباط بالقرب من فندق سوفيتيل بين السادس والعاشر من الشهر القادم، هذه التظاهرة التي كانت ستُقام في مدينة الدار البيضاء، وبالصدفة تحولت لمدينة الرباط، يبدو أن الهدف من ذلك  هو تمكين الشركة المذكورة من ترك نفس المعدات ونفس الخيام الضخمة (chapiteaux) في مكانها إذ ستنتظرها تظاهرة أخرى هذه المرة هي تظاهرة الأسبوع الوطني الرابع للصناعة التقليدية الذي سيقام في نفس مكان التظاهرة الأولى لكن هذه المرة بين تاريخ 21 و30 من نفس الشهر.

وتساءل المقاولون المتنافسون، عن السر في اختيار نفس الساحة لتنظيم المهرجان الوطني للصناعة التقليدية، بل الأدهى من ذلك، وحسب ما اطلعت عليه جريدة «العمق» أن دفاتر التحملات بين التظاهرتين اختارت نفس المواصفات للخيام والبوابات، ما يمكن أن يؤكد الشكوك الكبيرة التي حامت حول هذه الصفقة التي تقدر تكلفتها بأزيد من ثلاثة ملايير سنتيم، من كونها صفقة على مقاس شركة واحدة، حتى مع تأكيد عبد الله عدناني مدير دار الصانع، في تصريح سابق لجريدة “العمق” من أن طلب العروض عدد MDA/2017/07، المتعلق بإنجاز الخدمات اللازمة للحدث الخاص بالدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، أصبحت مواصفاته ومتطلباته التقنية واللوجيستيكية معروفة ومتداولة ومكشوفة لدى الشركات المختصة في تنظيم مثل هذه التظاهرات، وليس حكرا على شركة بعينها.

وتحدى عدد من المقاولين الذين التقتهم الجريدة أن يخرج الفائز بالصفقة عن شركة TLS حتى مع تأكيد مدير دار الصانع في نفس حديثه على أن  طلب العروض المتعلق بهذه التظاهرة تم نشره في 17 فبراير 2017 في المواقع والوسائل الإعلامية المنصوص عليها طبقا للقوانين الجاري بها العمل، وبذلك فموضوع التظاهرة أصبح معروفا لدى جميع الفاعلين، ونفيه أن يكون عدد الفائزين بصفقة الخدمات المطلوبة في إطار طلب العروض هو شركة واحدة، بل سيتم تقسيمها لـ 5 حصص، مع التنصيص على أنه لا يمكن لأي مشارك الاستفادة من أكثر من حصة واحدة، ما يعني بصفة آلية أن عدد الفائزين المتوقعين بالصفقة هو خمس شركات.

وأكدت الوثائق التي بحوزة الجريدة من خلال دفتر التحملات المتوفر في بوابة الصفقات العمومية أن دار الصانع لم تمنح سوى مهلة 24 يوما للمقاولات بين فتح الأظرفة وتسليم البضائع وهو التوقيت الذي اعتبره المتنافسون ضيقا، خاصة وأن المطلوب منهم من نقوش وأبواب خشبية لن ينتهى العمل منها في أقل من شهر كامل.

نفس المصادر أكدت أن التجارب السابقة من معارض الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، قد بينت بالواضح أن شركة TLS للمعارض تفوز عادة بصفقات المعارض الوطنية والجهوية، فعلى سبيل المثال فازت هذه الشركة في المعرض الوطني الثاني بتنظيم المعرض الوطني وثمان معارض جهوية بشكل أحادي، فيما اقتسمت غنيمة الدورة الثالثة بينها وبين شركة أخرى بعدما فازت هي بالمعرض الوطني ومعرضين جهويين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *