مجتمع

جرادة: استمرار اعتصام الآلاف بمستودع الأموات .. وإضراب يشل المدينة

لا يزال الآلاف من ساكنة جرادة، يعتصمون أمام محيط مستودع الأموات الذي يوجد بداخله جثمان العامل عبد الرحمان زكرياء، منذ ليلة أمس الخميس، وذلك وسط إضراب عام شلَّ الحياة بمدينة الفحم الحجري، حيث التحق التجار والمهنيين بالمعتصمين.

وقال مصدر حقوقي لجريدة “العمق”، إن المحتجين قضوا ليلة بيضاء بمحيط مستودع الأموات، مؤكدا أن الهدف من ذلك ليس منع دفن جثمان الشهيد عبد الرحمان، بل احتجاجا على تماطل السلطات في تحقيق مطالب الساكنة التي خرجت من أجلها منذ أول يوم في الحراك الذي تفجر بعد مصرع الشقيقين جدوان ومحسن داخل أحد الآبار العشوائية لاستخراج الفحم الحجري، شهر دجنبر الماضي.

وأكد المصدر، أن “تطويق السلطات لمستودع الأموات كان بهدف نقل جثة الشهيد عبد الرحمان زكرياء من أجل إخضاعها للتشريح، تماشيا مع التحقيق الذي فتحته النيابة العام حول أسباب الوفاة، حيث أن السلطات تعتبر أن سبب الوفاة راجع لمنع الشباب لرجال الوقاية المدنية والمطافئ من تقديم المساعدة والإسعاف للشهيد”.

وبالمقابل، أوضح المتحدث ذاته، أن “عائلة الشهيد ترفض إخضاع جثة ابنها للتشريح الطبيب لأن سبب وفاته واضح وهو انهيار البئر الذي يعمل في استخراج الفحم الحجري منه، عليه، حتى قبل أن يحل رجال الوقاية المدنية بمكان الحادث”.

وأوضح المصدر ذاته، أنه “كان مقررا اليوم الجمعة تنظيم مسيرة تأبينية للشهيدين محسن وجدوان مع اعتصام جزئي وإضراب من الساعة الثانية إلى السادسة مساء، غير أن وفاة عامل جديد غير البرنامج النضالي ودفع تجار المدينة إلى الدخول في إضراب عام منذ الصباح، والالتحاق بالمعتصمين بمحيط مستودع الأموات”.

وكان نشطاء بمدينة جرادة قد أطلقوا نداء منذ ليلة أمس الخميس، على “فيسبوك” لمطالبة الساكنة بالالتحاق بالمعتصمين أمام مستودع الأموات، لمنع ما أسموه “فرض دفن الشهيد بالقوة كما وقع مع الشقيقين جدوان والحسين اللذان توفيا شهر دجنبر الماضي بأحد آبار الفحم الحجري”.

وطوقت مختلف الأجهزة الأمنية التي حلت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، المحتجين أمام مستودع الأموات، وهو الأمر الذي دفع بعدد من الشباب إلى محاولة الانتحار بالصعود فوق أسطح المنازل لرمي أجسادهم من عليها، في حين لم يحدد لحدود الآن توقيت دفن جثمان العامل المنجمي عبد الرحمان زكرياء.

وتفاعلا مع بلاغ وزارة الداخلية بخصوص ما جاء فيه أن مجموعة من الأشخاص تعمدوا الحيلولة دون تدخل السلطات لتقديم المساعدة للعامل عبد الرحمان زكرياء الذي كان في خطر، رد نشطاء بالمدينة ببلاغ ضمنوا فيه عددا من الملاحظات، حيث أكدوا “عمليات الإغاثة والإنقاذ في حوادث الساندريات “آبار الفحم” ليست بالسهولة التي يتصورها الجميع بحيث يصعب على أين كان مباشرتها إذا لم يكن قد سبق وأن اشتغل بالساندريات وخبر بنيتها الجيوتحتية وطريقة حفر سراديبها و أنفاقها ووضع دعاماتها”.

وأكدوا أن “أي إقحام لرجال الوقاية المدنية في هذه العملية سيكون لا محال مغامرة لا يحمد عقباها مهما بلغ مستوى ما تلقوه نظريا أثناء تكويناتهم؛ ورجال الوقاية المدنية بجرادة يعلمون هذا ويتفهمون الأمر، لذلك فكل الحوادث التي عرفتها مدينة جرادة كان المنقذون أو المنتشلون للضحايا هم عمال الساندريات أنفسهم ولا حرج على الوقاية المدنية في ذلك”.

كما أوضحوا أن “محاولة تكييف الحادث على أنه جناية والتهديد بمتابعة الشباب الذين انتشلوا وشيعوا جثة الشهيد هي محاولة لتكرار ما وقع في بلدة تندرارة قبل أسابيع وتمت متابعة 7 شباب وزعت عليهم ثلاثة سنوات ونصف سجنا نافذا كمحاولة لتكميم الأفواه وإقبار الأصوات المطالبة بالحق في العيش الكريم”.

وطالب النشطاء، حكومة سعد الدين العثماني بـ”أن تتصرف بشكل مسؤول وبرزانة أكبر مع أحداث جرادة فالحكومة هي المتهم الرئيسي في هذه الأحداث لأنها لم تقدم المساعدة والإسعاف والإنقاذ لمدينة في حالة خطر منذ عقدين من الزمن”.

وعلاقة بالموضوع، أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أمس الخميس، أن الحكومة ملتزمة بمواصلة تنفيذ ما وعدت به من إجراءات لحل مشكلات اقتصادية واجتماعية في جرادة

وأضاف الخلفي، أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني سيقوم، برفقة وفد وزاري، قريبًا بزيارة إلى جهة الشرق “من أجل التأكيد ليس فقط على الالتزامات التي قدمت لسكان جرادة بل أيضا الالتزامات التي نحن بصدد اعتمادها على مستوى الجهة ككل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *