مجتمع

على الهواء .. مغاربة يتبرعون بالملايين من أجل 170 أسرة يتيمة (فيديو وصور)

تبرع عشرات المغاربة من داخل الوطن وخارجه، بملايين الدراهم على الهواء مباشرة، في حفل خيري أقامته جمعية العون والإغاثة، مساء اليوم السبت بمدينة طنجة، لجمع تبرعات المحسنين من أجل دعم 170 مشروعا مدرا للدخل لأسر الأيتام والأرامل بـ 12 مدينة مغربية، تحت شعار: “لنواصل دعم مشاريع الكرامة لفائدة أسرة اليتيم”.

حفل العشاء الخيري الذي أقامته “العون والإغاثة” بأحد فنادق عاصمة البوغاز، عرف حضور مجموعة من نجوم الرياضة والفن وعدد من السياسيين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين ومغاربة العالم، وذلك في النسخة الثانية لمبادرة “مشروعي كرامتي 2”، وفي سادس حملة لجمع التبرعات تنظمها الجمعية المذكورة من أجل اليتامى والأرامل.

ملايين في ليلة واحدة

الحفل الخيري استطاع جمع 4 ملايين و680 ألف درهم (468 مليون سنتيم)، منها مليوني و780 ألف درهم (278 مليون سنتيم) عبر جمع التبرعات على الهواء مباشرة خلال هذه الليلة، في انتظار استكمال المبلغ المطلوب كاملا، حيث تستمر الحملة التي انطلقت يوم 2 يناير الماضي، إلى نهاية شهر فبراير الجاري.

وأوضحت الجمعية أن القيمة الإجمالية لإنجاز المشاريع المنتقاة، والتي تبتغي الوصول إليها عبر حملة التبرعات، تبلغ 5.5 مليون درهم (550 مليون سنتيم)، داعية كل المحسنين المغاربة داخل وخارج أرض الوطن إلى المساهمة في إدخال الفرحة على الأسر اليتيمية التي تشملها الحملة.

جريدة “العمق” التي بثت فعاليات الحفل الخيري بشكل مباشر على صفحتها بموقع فيسبوك، عاينت تقدم عشرات المحسنين من مجموعة من المدن المغربية وأفراد الجالية المقيمة بالخارج بتبرعات علنية وسرية بعد إعلان انطلاق فترة التبرع، في جو حماسي وتنافسي على فعل الخير، حيث تراوحت مبالغ التبرع ما بين 200 درهم و16 ألف درهم حسب استطاعة كل شخص.

وكان لافتا خلال الحفل الخيري الحضور القوي لمغاربة العالم في تقديم التبرعات، إضافة إلى أطفال وطلبة ومسنين وشركات وجمعيات ومؤسسات إعلامية، فيما بلغ سن أصغر متبرعة 5 أيام فقط، علاوة على الفنانين والرياضيين ورجال الأعمال الحاضريين في حفل العشاء الإحساني، والذي شهد قراءة الفاتحة على روح والدة الممثل محمد الخياري.

ومن خارج القاعة، وصلت عشرات التبرعات المعلنة والمجهولة الاسم عبر وسائط التبرع التي فتحتها الجمعية، وذلك من طرف محسنين بمختلف مدن المملكة، ومن دول أوروبية وأمريكية وخليجية، بعضها بشكل فردي وأخرى اشتركت فيها عائلات وأصدقاء، فيما كانت قد شاركت أزيد من 50 شخصية رياضية وفنية ومثقف في وصلات الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية من أجل حث المغاربة على دعم الأسر اليتيمة من بوابة “مشروعي كرامتي 2”.

تكريم ودموع

الحفل الذي قدمت فقراته الإعلامية إيمان أغوتان، عرف تقديم فقرات غنائية وإنشادية وفكاهية، من خلال مجموعة “بلابل الأندلس” للموشحات برئاسة يونس صابر، والفائز بلقب منشد الشارقة ياسين الأشهب، والكوميديان جمال ونور الدين، مع عرض أشرطة فيديو حول الحملة، إحداها حمل مشاهد مؤثرة لأرملة مستفيدة من التبرعات، أبكت معها عددا من الحاضرين في القاعة.

وكرمت الجمعية المنظمة عددا من الشخصيات، على رأسها فاطنة التجمعتي الشعبي، زوجة رجل الأعمال الراحل ميلود الشعبي، والممثلين عبد العظيم الشناوي وعبد القادر مطاع، والإعلامية الشمالية أمينة السوسي، وأبطال المنتخب الوطني عزبز بودربالة ورشيد الداودي، إلى جانب حسن ناضر.

كما شهد الحفل الإحساني بيع قميص اللاعب الدولي المغربي السابق نور الدين بودربالة في المزاد العلني، إضافة إلى بيع لوحة تشكيلية للفنانة التشكيلية صباح العيساوي التي جاءت من الرشيدية، في المزاد العلني أيضا، خصص ريعهما للأسر اليتيمية.

رئيس جمعية العون والإغاثة مصطفى بوكور، أوضح في كلمة له، أن هيئته تسعى من خلال إقامة هذا الحفل الخيري، إلى التأكيد على أن اليتيم هو قضية المغاربة، وأن التضامن يشكل عمق وجوهر الشعب المغربي، لافتا إلى أن الجمعية استطاعت جمع ثلث المبلغ المطلوب قبل الحفل، داعيا المحسنين إلى الإسهام في الوصول للمبلغ النهائي.

من جهته، قال مراد بنكيران، رئيس لجنة الخبراء المشرفة على مشاريع الأسر اليتيمة من داخل الجمعية، إن النسخة الثانية من مبادرة “مشروعي كرامتي 2” تتميز عن النسخة الأولى بكونها تضم مجموعة من المشاريع الأسرية والتعاونيات، وليس فقط المشاريع الفردية، مردفا بالقول: “نعرف أن المغاربة قلبهم كبير من أجل إدخال الفرحة على قلوب هاته الأسر”.

170 مشروعا

جمعية العون والإغاثة، أوضحت أنها انتقت 170 مشروعا في النسخة الثانية من “مشروعي كرامتي” الذي يستهدف الأرامل واليتامى، منها 95 مشروعا بطنجة، والباقي موزع على الصعيد الوطني، وذلك بعد مقابلات مع أصحاب 500 مشروع تقدموا بطلب الاستفادة، تلتها عملية دراسة الجدوى والتأكد الميداني من قابلية تنفيذ كل مشروع، قبل الشروع في تقديم التداريب والتأهيل والمشورة للأسرة حاملة المشروع.

وكشفت الجمعية أن من بين المشاريع الـ170 المنتقاة هذا العام، يوجد 90 مشروعا شخصيا، و68 مشروعا أسريا، و12 مشروعا تعاونيا، حيث بلغت نسبة الأرامل اللواتي تقدمن بهذه المشاريع 69%، بينما نسبة اليتامى بلغت 31%، لافتة إلى أن هناك 31 مشروع مخبزة وحلويات، و27 للمواد الغذائية، و25 لتربية المواشي، و27 مشروعا للمهن والحرف المختلفة، و15 للتطريز والخياطة، إضافة إلى 12 مشروعا لبيع مواد مختلفة.

وتعتمد جمعية العون والإغاثة 8 مراحل للموافقة على المشاريع المستفيدة من “مشروعي كرامتي”، حيث تقوم لجنة الخبراء باستقبال الملفات في المرحلة الأولى، وإجراء مقابلات شخصية وملء الاستمارات قبل انتقاء المشاريع المستوفية للشروط كمرحلة ثانية، لتنطلق في المرحلة الثالثة حملة جمع الدعم الإحساني لتلك المشاريع.

وفي المرحلة الرابعة تقوم لجنة الخبراء بتدقيق ملفات المشاريع مع أصحابها، قبل المصادقة النهائية في المرحلة الخامسة، لتمر المشاريع إلى مرحلة الأجرأة والتنفيذ، تتبعها مرحلة تكوين المستفيدين ومصاحبتهم، ثم المرحلة الأخيرة عبر تتبع وتقييم كل مشروع على حدى، وذلك طيلة 3 سنوات.

وكشفت الجمعية أن النسخة الأولى من مبادرة ”مشروعي كرامتي” خلال السنة الماضية، عرفت دعم 155 مشروعا، 107 منها كانت مشاريع ناجحة، و21 مشروعا مستقرا، مقابل 12 مشروعا مهددا، فيما توقفت 10 مشاريع، في حين لازالت 5 مشاريع في طور الإنجاز.

وتمركزت أغلب مشاريع النسخة الأولى من المبادرة بمدينة طنجة بـ 122 مشروعا، في حين توزعت باقي المشاريع على مدن القصر الكبير، العرائش، وزان، تيفلت، بني ملال، مكناس، الخميسات، أزرو، وذلك بالموازاة مع عملية خيرية أخرى تتمثل في كفالة ورعاية 1359 أسرة يتيمة، بما يناهز 9600 شخص بـ 12 مدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *