أدب وفنون

صاحبة أكبر قفطان بالعالم تكشف أسراره وفكرة إنجازه (فيديو)

زهير بنميرة، امرأة عصامية استطاعت أن تصنع لنفسها صورة المبدعة والمثابرة بمدينة آسفي، هي خياطة عصرية وتقليدية تشتغل في المجال مدة 30 سنة، حز في نفسها كما عبرت عن ذلك في حوار مصور مع “العمق”، حال اندثار فن الطرز العتيق.

في هذا الحوار الذي أجرته معها “العمق”، تكشف بنميرة كيف كونت فتيات في هذا المجال، وصنعت أكبر قفطان في العالم قصد تزيينه بكل أنواع الطرز المغربي حتى تتمكن الأجيال القادمة من التعرف على هذا الموروث، لكن لم تتلقى الدعم لمساعدتها على إخراج حلمها إلى الواقع.

كيف دخلت عالم الخياطة؟

تكويني في مجال الخياطة كان كباقي الحرفين، كنت أتعلم على يد معلمين تقليديين، تشربت منهم الحرفة، وما ساعدني على هذا كوني تربيت في البيت مع جدتي وأمي للواتي كانتا تتقنان الطرز اليدوي. والحمد لله لمدة 30 سنة وأنه في الميدان استطعت أن أتعلم أزيد من 20 نوع من الطرز وأتقنها عن ظهر قلب.

نلاحظ اندثار فن الطرز المغربي؟ لماذا؟ 

هذا الأمر يحز في نفسي كثيرا، فهذا الجيل ما يزال فيه أمل ولو بشكل قليل، لكن لست أدري هل الأجيال القادمة سيعرفون فنوننا التقليدية على مستوى جميع الحرف وليس على مستوى الطرز المغربي لوحده.

هل فكرت في طريقة للحفاظ على هذا الموروث الفني؟

نعم، فكرت رفقة مجموعة من الأشخاص الذين يشتغلون معي، في إحداث تعاونية حرفية باسم “الفضاء التقليدي”، استطعنا من خلالها إبراز منتجاتنا، وكذلك تأطير وتكوين جيل من الفتيات يبدعن في مجال الصناعة التقليدية.

ماذا يعني لك الطرز المغربي؟

اعتبره فن من الفنون، فهو يضم ألوان وزخارف بأشكال إبداعية، والطرز المغربي ليس نموذج واحد بل هو أشكال وأنواع متعددة، وذلك بفضل تعاقب مجموعة من الثقافات والحضارات التي مُزج فيها بين ما هو عربي وأمازيغي، وما هو يهودي مع ما هو إسلامي. فكل منطقة تجدها تقوم بنوع مختلف عن الآخر، فهناك الطرز الفاسي والزموري والرباطي والسلان أو المسوس، والتيساج.. وغيرها من الأشكال لأخرى.

كيف جاءتك فكرة إعداد أكبر قفطان في العالم؟

الأجيال القادمة لن تتعرف على فن الطرز إذا لم نحافظ على هذا الموروث، ومن هنا جاءت فكرة خياطة أكبر قفطان. هذا الأمر الذي لم يكن الدافع من ورائه الرغبة فقط في صناعة “أكبر شيء” كما فعل بأكبر طاجين أو أوميلطة أو أكبر رابوز وغيرها… بل الهدف الرئيسي هو جمع كل أنواع الطرز المغربي في تلك القطعة التي يصل طولها حوالي 8 أمتار.

لكن للأسف لم يكن هناك تفاعل كبير من طرف الجهات المسؤولة، رغم وضعنا ملفات طلب الدعم للقفطان الذي أنجزته من مالي الخاص، في إطار الملتقى الدولي الأول للزي التقليدي، الذي كان بمبادرة مني ووجدت فيه عراقيل من الجهات المسؤولة عن قطاع الثقافة والصناعة التقليدية.

لقد كانت عندنا فكرة للسفر بالقفطان عن طريق كرنفال متنقل بين المدن والمناطق المغربية التي توجد فيها تعاونيات تشتغل في مجال الطرز، من أجل تزيينه بجميع أنواع الطرز الموجودة داخل المغرب، بل كان حلمي أكبر، وهو أن يجمع القفطان جميع أنواع الطرز العربي وليس المغربي وحده. وذلك حتى إذا تم فقدان هذا الفن يوما ما سيتم الرجوع إليه عن طريق تلك القطعة الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *