خارج الحدود

يغطي قرنين.. الفلسطينيون يواجهون حرب تزييف الذاكرة بأكبر أرشيف رقمي

في مقابل ضعف شديد عربي وفلسطيني في حماية ذاكرة فلسطين، اعتبرت إسرائيل مند نشأتها الذاكرة من بين المجالات الاستراتيجية التي استهدفتها للقيام بعمليات غسل الدماغ للأجيال الصاعدة، ولتزييف الرواية التاريخية التي يتم الترويج لها إعلاميا وفي الأوساط الدبلوماسية والسياسية، لإضفاء الشرعية التاريخية والسياسية على احتلالها الأراضي الفلسطينية وتبرير ترحيل الفلسطينيين مقابل حملات تهجير يهود العالم للتمكين لهم في مستوطناتها.

فحرب الرواية التاريخية في الصراع العربي – الإسرائيلي لا تقل أهمية عن المعارك المسلحة أو القانونية والدبلوماسية بين الجانبين، وبسبب عدم وجود مؤسسة رسمية فلسطينية حتى الآن تجمع وتوثق اليوميات الاجتماعية والأحداث السياسية والفنية، بدأ المتحف الفلسطيني، وهو جمعية غير حكومية، القيام بذلك، حسب “اندبندنت عربية”.

أرشيف رقمي

وفي عملية بدأها المتحف قبل ست سنوات تمكن نحو 24 موظفاً من جمع وتوثيق ورقمنة أكثر من 350 ألف صورة ووثيقة، ونشرها عبر موقع إلكتروني عبر الإنترنت، حسب نفس المصدر. وتؤرخ تلك الوثائق للسردية الفلسطينية منذ قرنين بسجلات أرشيفية من الصور والأعمال الفنية والتسجيلات الصوتية المهددة بالتلف والضياع.

وتوفر تلك الوثائق مصدراً مهماً للباحثين في الشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني خلال مفاصل مهمة من التاريخ الفلسطيني.

ولا تقتصر تلك الوثائق على فلسطين وحدها، لكنها تشمل الفلسطينيين المنتشرين في تشيلي ولبنان وسوريا والأردن.

ويعتبر الأرشيف الرقمي “أول منصة رقمية طويلة الأمد” في فلسطين، لتكوين أرشيف يسهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها.

100 ألبوم عائلي

ويعمل الأرشيف الرقمي الفلسطيني على جمع تلك الوثائق للحفاظ عليها من التلف والاندثار، وذلك بعد ترميمها وتصويرها ضوئياً ورفعها على خوادم سحابية وصلبة داخل وخارج فلسطين، بحسب مدير الرقمنة في مشروع الأرشيف الرقمي ماهر علاونة.

ويقول علاونة لـ “اندبندنت عربية” إن فكرة المشروع بدأت بجمع 100 ألبوم عائلي تروي حياة الفلسطينيين وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية بعد ترميم التالف منها في مختبرات خاصة بذلك.

وتمول المشروع مؤسسة “أركاديا” البريطانية، ويمتد لست سنوات في ظل تخطيط لجمع نحو 500 ألف وثيقة مع نهاية المشروع.

وأضاف علاونة أن الموقع سيستمر حتى بعد انتهاء فترة التمويل البريطانية للمشروع، الذي يسعى إلى ربط 11 محوراً من محاور الحياة في التاريخ الاجتماعي الفلسطيني، لافتاً إلى أن بعض الوثائق التي أرشفها المشروع أشارت إلى أن تجار البرتقال في مدينة يافا كانوا يبادلون بضاعتهم المصدرة إلى أوروبا بمركبات المرسيدس.

مادة موثقة للباحثين

لكن علاونة شدد على أن الأرشيف الرقمي يوفر فقط مادة موثقة للباحثين، لكنه لا يقدم أحكاماً تاريخية ولا حتى انطباعات، مشيراً إلى أنه ساعد في إعداد 50 رسالة ماجستير ودكتوراه.

وعن إمكان التعاون مع المكتبة الوطنية الفلسطينية التي يجرى العمل على تأسيسها في رام الله، أوضح علاونة أن ذلك ممكن بحيث يوفر المشروع “بذرة تأسيسية” للمكتبة التي تشرف عليها منظمة التحرير.

يشار إلى أنه في العام 1997 قررت مؤسسة “التعاون” تأسيس المتحف للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية والنهوض بالثقافة الفلسطينية والاحتفاء بها من خلال سلسلة من المشاريع الإبداعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *