مجتمع

بعد إلغاء “الباكالوريوس” بالمغرب.. ما مصير الطلبة الذين انخرطوا في هذا النظام؟

يترقب الطلبة الذين انخرطوا في النظام التعليمي “البكالوريوس” بالجامعات المغربية خلال الموسم الجاري، مصيرهم عقب قرار وزارة التعليم العالي إلغاء هذا النظام حتى قبل انتهاء العام الأول من بداية تنزيله بالمؤسسات الجامعية، معتبرا أنه “لا يصلح للطلبة الجامعيين بالمغرب”.

وأثار نظام “البكالوريوس” نقاشا واسعا في الأوساط الجامعية، بين مؤيد ورافض، منذ بداية بلورته وتنزيله في عهد الحكومة السابقة، قبل أن يقرر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، إلغاؤه بشكل نهائي والاستمرار في النظام الحالي.

وكان مئات الطلبة قد باشروا الدراسة بهذا النظام، انطلاقا من الموسم الجامعي الحالي، بناء على مذكرة وزارية لرؤساء الجامعات في عهد الوزير السابق سعيد أمزازي، حيث خصصت الوزارة حينها 50 شعبة بسلك البكالوريوس في جميع التخصصات بالجامعات العمومية والخاصة.

إقرأ أيضا: ميراوي لـ”العمق”: البكالوريوس لا يصلح للمغاربة.. وجئت للنهوض بالقطاع وليس لإعفاء الناس 

وفي هذا الصدد، كشف الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أمس الخميس بالرباط، أن الطلبة الذين باشروا دراستهم بنظام “البكالوريوس”، تم توجيهه كلهم نحو أنظمة مشابهة، مثل الإجازة المهنية وغيرها، وذلك حسب رغبة الطلبة.

وقال بايتاس خلال عقب اجتماع المجلس الحكومي، إن من بين أسباب إلغاء اعتماد نظام البكالوريوس هو غياب إطار قانوني ودفتر بيداغوجي خاص بهذا النظام، معتبرا أن وزارة التعليم العالي تتوفر على “عمل ورؤية واستراتيجية، ربما لا تتماهى %100 مع الرؤية السابقة”، وفق تعبيره.

إقرأ أيضا: وزارة التعليم تفتح 50 شعبة بالباكالوريوس أمام الطلبة الجدد في الجامعات 

يأتي ذلك بعدما اعتبر وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن البكالوريوس “لم يأتي بناء على مرسوم حكومي”، موضحا: “ليست هكذا تتم الأمور، بل فتح نظام تعليمي كالبكالوريوس يتم عن طريق مرسوم تصدره الحكومة، وهذا هو السياق الذي يعمل وفقه”.

وأضاف الوزير أنه “لن يعمل خارج القانون مادام يتولى مهام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”، مردفا بالقول: “حتى لو تركنا الطلبة يكملون دراستهم بنظام البكالوريوس، فليس تمة إمكانية لمنح الطلبة شواهدهم بناء على هذا النظام لأنه لم يبنَ على مرسوم حكومي، وقرار الإلغاء جاء بهدف حماية مستقبل الطلبة الدراسي”.

إقرأ أيضا: من بينها مدة الدراسة .. هذه توصيات مجلس عزيمان لمراجعة نظام البكالوريوس 

وأشار ميراوي إلى أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أكد هذا الأمر في رأي أصدره بخصوص البكالوريوس، حيث انتقد خلاله هذا النظام واعتبره يفتقد للرؤية والغاية.

وهذا الرأي، يضيف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لم تطالب به وزارته بل طالبت به حكومة سعد الدين العثماني، معتبرا أنه “عندما علم بأن هذا النظام لن يصلح للطلبة الجامعيين، رفض أن يستمر في اعتماده، لأنني لا ألعب بمستقبل أبناء المغاربة وسأعمل بكل شفافية لإصلاح قطاع التعليم العالي”.

إقرأ أيضا: تجدد دعوات تأجيل تنزيل نظام “الباكالوريوس” لإنعدام الشروط الضرورية لإنجاحه 

وكانت وزارة التربية الوطنية السابقة، قد اعتبرت أن نظام الباكالوريوس الذي تمتد الدراسة فيه 4 سنوات، يتميز بكونه يفتح الباب أمام الطلبة لإكمال دراستهم بالخارج، مشيرة إلى أن من بين خاصياته اهتمامه بالمهارات واللغات، إلى جانب الوحدات المعرفية التي تضم 26 وحدة.

وأوضحت الوزارة حينها، أن هناك 4 وحدات خاصة باللغة بين السنتين الأولى والثانية، إلى جانب 6 إلى 8 وحدات لها علاقة بالمهارات الذاتية، مشيرة إلى أن هدف هذا النظام هو تخريج طالب مزود بالمهارات الشخصية ويتقن اللغات الأجنبية والرقمنة وقادر على فهم عالم الشغل وإنجاح اندماجه المهني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *