منوعات

دراسة حديثة تحذر: الإغماء هو أول ما قد يصيب رواد الفضاء حال وصولهم للمريخ

يتنافس عمالقة غزو الفضاء، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، على تسريع الخطى لتسجيل السبق التاريخي في إرسال البشر إلى المريخ لأول مرة، تماما على غرار ما عرفه إرسال البشر إلى القمر في القرن الماضي.

وراكمت التجارب الفضائية والدراسات المختلفة المتعلقة به معلومات كافية تجعل الهبوط على سطح المريخ بمراكب مأهولة محفوفا بعدة مخاطر تختلف عما كان عليه الأمر فيما تعلق بالهبوط الأول على سطح القمر. حيث كشفت تلك المعطيات وجود أخطار جسدية ونفسية عديدة يمكن أن يتعرض لها رواد الفضاء على سطح المريخ.

وتتعقد تلك المخاطر بالبعد الذي يجعل المعلومة تتأخر بقرابة 20 دقيقة بين المريخ والأرض، مما يجعل التدخل عن بعد في حالات الطوارئ أمرا مقلقا وشديد الحساسية.

ولعل أكثر التوقعات إثارة للخوف هو ما كشفت عنه دراسة حديثة من أن أول ما قد ينتظر رواد الفضاء بمجرد دخول سماء المريخ هو الإغماء.

نموذج رياضياتي للتنبؤ الصحي

تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من الجامعة الوطنية الأسترالية Australian National University  ، حسب الجزيرة نت، من تطوير نموذج رياضياتي يمكنه التنبؤ بالأحوال الصحية لرواد الفضاء لحظة وصولهم إلى المريخ، بشكل خاص الأمور المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية.

وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في دراسة بدورية إن بي جي ميكروغرافتي npj Microgravity، فقد استخدم الباحثون بيانات رواد الفضاء الطبية التي تم جمعها من الرحلات الفضائية السابقة مثل بعثات أبولو إلى القمر، وكذلك رواد الفضاء الذين يعملون

مشكلة المريخ

يختلف المريخ عن القمر في عدة جوانب، فالرحلة إليه تستغرق حوالي 7 أشهر وهي مدة طويلة مقارنة بعدة أيام فقط للوصول إلى القمر. لكن الأدعى للخوف بالنسبة للعلماء في هذا النطاق هو إمكانية الاتصال مع رواد الفضاء حينما يصلون إلى المريخ، لأن هناك فجوة قدرها حوالي 20 دقيقة بين إرسال واستقبال الإشارات الراديوية من المريخ، مما يعني أنه في حال حدوث حالة طوارئ طبية لحظة وصول رواد الفضاء إلى المريخ، لن تكون المساعدات من الأرض عاجلة.

لهذا السبب، درس برنامج الأبحاث البشرية (HRP) التابع لوكالة ناسا ما يحدث لجسم الإنسان في الفضاء على مدى 50 عاما، وامتد الأمر إلى تأثير الإشعاع على أجسام رواد الفضاء طوال الرحلة، وكذلك التأثيرات النفسية للعزلة على مدى فترات طويلة.

إلى جانب ذلك، واستنادا إلى الأبحاث التي أجريت على متن محطة الفضاء الدولية (ISS)، فإن فقدان الجاذبية يؤثر على كثافة العضلات والعظام ووظائف الأعضاء بشكل عام، بما في ذلك حدة البصر.

إغماء لحظة الوصول

وبحسب الدراسة الجديدة، فإن المشكلة الأساسية التي يهتم بها النموذج الرياضياتي الجديد تتعلق بصحة القلب، فعندما تكون على الأرض تقوم الجاذبية بشد سوائل جسمك إلى الأسفل، هذا هو السبب في أن البعض يصاب بتورمات في الأقدام حينما يعملون واقفين لفترات طويلة.

أما في الفضاء، فإنه لا توجد جاذبية وبالتالي ستتحرك السوائل بحرية في جسمك، ويعطي ذلك القلب البشري والأوعية الدموية إشارات متضاربة ترجح وجود كم أكبر من السوائل في الجسم عن المعتاد، ونتيجة لذلك يتصرف الجسم بشكل مختلف.

يلاحظ ذلك بوضوح في رواد الفضاء العائدين من محطة الفضاء الدولية، حيث يمكن أن يغشى عليهم لحظة وصولهم للأرض أو على الأقل يحتاجون إلى كراسٍ متحركة، وكلما طالت مدة بقائهم في الفضاء كانت هناك فرصة أكبر كي تحدث هذه الأعراض، بالتالي فإن هناك فرصة جوهرية لأن يسقط أول رائد فضاء مغشيا عليه لحظة الوصول للمريخ، إذا لم يتجهز العلماء بالتدريبات المناسبة.

مستقبل السفر للفضاء

يشير بيان صحفي رسمي صادر من الجامعة الوطنية الأسترالية إلى أن هذا النوع من الخوارزميات الدقيقة بات ضروريا حاليا، لأن السفر للمريخ لم يعد فقط رغبة وكالات فضاء في دول مثل الولايات المتحدة أو الصين فقط، بل إن هناك خططا حقيقية لإرسال أناس عاديين إلى الفضاء للسياحة.

وخلال العقد الماضي انتعشت رحلات الفضاء من شركات مثل “سبيس إكس” و”بلو أوريجنز”، وأصبح هناك مجال أكبر للأثرياء كي يسافروا للمريخ، نتحدث هنا عن أشخاص لا يمتلكون تدريبا متقدما مثل رواد الفضاء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *