منوعات

التراجع العاطفي .. لماذا تتبلد مشاعر البعض؟ وهل من علاج؟

يختلف الأشخاصُ الأصحَّاء اختلافًا كبيرًا في شخصيتهم العامة، ومزاجهم، وسلوكهم. وكلُّ شخص، حسب (msdmanuals)، يختلف أيضًا من يومٍ لآخر، اعتمادًا على الظروف. ولكنَّ التغيُّرَ الكبير المفاجئ في الشخصية أو السُّلُوك، وخاصَّة الذي لا علاقة له بحدثٍ واضح (مثل تناول دواء أو فقدان أحد الأحبّة)، غالبًا ما يشير إلى مشكلة.

وبحكم أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فذلك يتطلب في الحالات الطبيعية أن يعيش علاقاته الاجتماعية بتفاعل واضح مع محيطه، وأن يشكل علاقات اجتماعية، وحين يغيب ذلك التفاعل، يكون المرء بعيدا عن المجتمع رغم وجوده داخله بجسده.

وما يمكن أن نصفه بـ”الحياد العاطفي” في العلاقات الاجتماعية، حين لا يتأثر المرء بما حوله، قبل أن يضر بتلك العلاقات فهو يعكس معاناة صاحبه.

ويتحدث الخبراء عن “التراجع العطافي” أو تبلد المشاعر، والتي تكون أكثر علامات المصاب بها هو ضعف التواصل وضعف بناء العلاقات الاجتماعية.

و تبلد الإحساس، أو ما يعبّر عنه أيضا بـ”التراجع العاطفي”، حسب الجزيرة نت، هو عدم تأثر الفرد بما يدور حوله، ورغم أن بعض حالاته قد تكون “عادية”، فإنه قد يكون مؤشرا على حالة غير طبيعية، لأن الطبيعي أن تكون للإنسان ردة فعل على ما يحيط به، وألا يتسم سلوكه باللامبالاة وعدم الاهتمام وغياب المشاعر والانفعال.

رد الفعل العاطفي المحدود

وحسب نفس المصدر، يستخدم مصطلح التراجع العاطفي أحيانا لوصف رد الفعل العاطفي المحدود للشخص، وربما انعدام المشاعر، وأحيانا يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة بنوع من “الخدر المزعج” بدلا من المشاعر.

وحسب ما نشر موقع “هيلث لاين” (heallthline)، فهناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يعاني من التراجع العاطفي، مثل الوصفات الطبية النفسية، وتعاطي المخدرات، وبعض اضطرابات الصحة العقلية.

 أعراض التراجع العاطفي

قد يترافق مع “التراجع العاطفي” بعض الأعراض، منها:

  • غياب أي شعور بالسعادة أو الحزن
  • الأرق
  • صعوبة التواصل مع الناس وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها
  • الشعور بالإعياء
  • صعوبة الشعور بالحب أو المودة تجاه النفس أو الآخرين
  • اللامبالاة
  • صعوبة التركيز
  • النسيان
  • إتيان تصرفات متهورة أو إيذاء النفس (من أجل الشعور بشيء ما)
  • فقدان الدافع للإنتاجية

يعرف الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة تبلد المشاعر أو “التراجع العاطفي” (Emotional Blunting) بأنه “نقصان أو محدودية التفاعل الحسّي أو الشعوري عند الاستجابة للمؤثرات الداخلية أو الخارجية للفرد”.

ويقول في حديث للجزيرة نت إن تبلد المشاعر “تنتج عنه صعوبة في الشعور بالسعادة أو حتّى الحزن، وصعوبة في الشعور بالحب أو الانجذاب العاطفي أو الجنسي للآخرين، وفقدان المتعة في الأنشطة اليومية، وضعف التواصل الاجتماعي وضعف بناء العلاقات الشخصية، والخمول أو الكسل وفقدان الدافع للإنتاجية”.

أسباب تبلد المشاعر

لا يعدّ تبلّد المشاعر أو التراجع العاطفي بحد ذاته مرضا أو اضطرابا نفسيا، وفق الاختصاصي مقابلة، بل يصنف من الأعراض المصاحبة أو الناتجة عن اضطرابات نفسية مثل الفصام العقلي أو ما يعرف بـ”السكيزوفرينيا ” (Schizophrenia)، والاكتئاب، أو كرب ما بعد الصدمة.

ويمكن أن يكون تبلد المشاعر أيضا من أعراض إدمان المخدرات أو بعض مثبّطات أو منشّطات الجهاز العصبي المركزي، أو استخدام مضادات الاكتئاب استخداما مطوّلا وبجرعات مرتفعة.

علاج دوائي أو كلامي

وحسب الدكتور مقابلة، تكمن طريقة علاج تبلد المشاعر في علاج أسبابه الرئيسة، سواء من خلال العلاج النفسي الدوائي (Psychopharmacology) أو العلاج النفسي الكلامي  (Psychotherapy)، بالإضافة إلى أساليب فردية مثل التنشيط الحسّي (Sensory Stimulation)  كتنشيط حاسة اللمس من خلال مداعبة الحيوانات الأليفة أو الاستحمام بمياه باردة، وتنشيط حاسة الذوق وحاسة الشم من خلال تناول الأطعمة الحارّة أو المتبّلة جيدا.

ويوصي أيضا بضرورة تنشيط حاسة السمع من خلال سماع الموسيقى الحماسية أو الصاخبة، ومواصلة العمل والإنتاج، على الرغم من الخمول أو الكسل أو فقدان الدافع، ومواصلة تنفيذ الأنشطة الممتعة على الرغم من عدم الإحساس بالمتعة، والحرص على التواصل الاجتماعي على الرغم من عدم الرغبة بذلك، والانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي (Support Groups).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *