سياسة

بنعبد الله: التعديل الحكومي لن يغير الأوضاع المتأزمة للأسر المغربية

اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، أن “الحديثُ عن تعديل حكومي لن يفيد في حجب الأوضاع المتأزمة والتحديات الكبيرة”، مؤكدا أنه “ليس المهم تغيير أشخاصٍ بأشخاص بقدر ما أنَّ الأهم هو تغيير السياسات والمقاربات”.

وشدد بنعبد الله، في كلمة له على هامش الدورة العاشرة للجنة المركزية للحزب، على ضرورة “الإنصات إلى نبض المجتمع وهموم المواطنات والمواطنين، والتخفيف من معاناتهم، وحماية قدرتهم الشرائية، والوقوف إلى جانبهم وهم يواجهون وَحدَهم هذه الأوضاع الصعبة”.

وأكد المتحدث ذاته على أن “التحديات السياسية، والتعقيدات الاقتصادية، والصعوبات الاجتماعية، تجعل الحاجة ماسَّةً، أكثر من أيِّ وقتٍ آخر، إلى حضورٍ قوي وتتبعٍ يقظٍ وتفاعُلٍ متواصل للدولة، بكافة مؤسساتها، مع هذه الأوضاع، من أجل البلورة السريعة للسياسات وقيادة الإصلاحات، تفاديا لمخاطر الانزلاق والفراغ”.

بالمقابل، اعتبر نبيل بنعبد الله أن “الحكومة الحالية غيرَ مبالية وعاجزة عن تدبير الأزمة بتعقيداتها المختلفة، وتفتقد إلى الحِسِّ السياسي اللازم من أجل التجاوز السليم لأعطاب المرحلة”،  منتقدا “إخفاقاتها على الصعيديْن الاقتصادي والاجتماعي ومضيفا أن الأبعاد الديموقراطية والحقوقية والمساواتية، والجوانب المرتبطة بالحريات، تكادُ تكون غائبةً في عملِ الحكومة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “أهم ما تتسم به الأوضاع على الصعيد الوطني، استمرارُ تدهور القدرة الشرائية للمغاربة، وغلاء أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وفي مقدمتها أسعار المحروقات”، داعيا لضرورة  الحد من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، ومنبها لتفاقم معاناة الأسر المغربية مع إكراهات الدخول المدرسي.

وأوضح الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي أن الأوضاعُ الحالية تتسم أيضاً بازدياد الضغط على المالية العمومية، بسبب ارتفاع المديونية والتضخم، مشيرا إلى أنَّه تَـــمَّ تسجيلُ مداخيل إضافية غير مسبوقة في الميزانية العامة، برسم تنفيذ قانون مالية 2022، أساساً بفعل ارتفاع الموارد الضريبية والجمركية المتأتية من المحروقات.

وأضاف المتحدث ذاته أن “هذه الموارد كان من الممكن استعمالُ جزءٍ منها على الأقل في دعم الأسر المغربية، وفي التخفيف من وطأة معاناتها التي تفاقمت من جرَّاء إكراهاتِ الدخول المدرسي”.

كما “تعرف المقاولةُ الوطنية، يضيف بنعبد الله، صعوباتٍ كبيرة؛ في وقتٍ لا يزال فيه عالم الأعمال ضعيفَ الخضوع إلى القانون والشفافية، وتخترقه، حسب المتحدث ذاته، في كثيرٍ من الأحيان، ممارساتٌ غيرُ مشروعة، من بينها المضارباتُ والاحتكار وتضاربُ المصالح”.

كما أشار بنعبد الله إلى أن القطاع السياحي استعاد عافيته، وارتفعت عائداتُ المغاربة المهاجرين، مما جعل الوضع أقل خطورةً،  داعيا الحكومة أن تمر إلى مرحلةٍ أرقى في التعاطي مع قضايا مغاربة العالم، وتمكينهم من كافة حقوقهم، ومعالجة مشاكلهم والصعوبات التي تعترضهم، مع مواكبة كفاءاتهم، وتيسير مساهمتهم في بناء وطنهم في جميع المجالات”.

ودعا الأمين العام لحزب “الكتاب”  “الحكومة أن تكون في الموعد بالنسبة لموضوع الارتقاء بأوضاع النساء في المجتمع، مؤكدا تطلع حزبُ التقدم والاشتراكية إلى المساواة الكاملة بين النساء والرجال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *