أدب وفنون

“كذب أبيض” بمهرجان مراكش.. أسماء المدير تنبش في بشاعة “سنوات الرصاص” بأيادي شخصيات عايشوها

عُرض، الثلاثاء، بقاعة الوزراء في قصر المؤتمرات بمراكش الفيلم الوثائقي “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير الذي ينافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته العشرين، حيث حظي بتفاعل إيجابي كبير بعد انتهاء عرضه.

واستكشفت أسماء المدير التي أشرفت على كتابة الفيلم الماضي المليء بالأسرار في عائلتها كما سلطت الضوء على الأحداث التي عاشها سكان مدينة الدار البيضاء خلال فترة سنوات الرصاص، وذلك بتوظيف آلية معالجة جديدة لسرد الأحداث، قامت من خلالها بإنشاء ورشة مليئة بالتماثيل والدمى التي تحيل على الحي الذي كانت تسكن فيه والشخصيات المشاركة في العمل.

في هذا الحوار مع “العمق” تكشف المخرجة أسماء المدير عن الأسباب التي دفعتها لاختيار موضوع سنوات الرصاص كتيمة أساسية لفيلم “كذب أبيض” الذي حصد جائزة في مهرجان “كان” وكلفته المالية الإجمالية، ودور الفنان في خدمة القضايا الاجتماعية والإنسانية والسياسية.

كيف وجدت تفاعل جمهور “مهرجان مراكش” مع أول عرض لفيلم “كذب أبيض” في المغرب؟

اليوم بالنسبة لي هو أكبر من اليوم الذي عُرض فيه الفيلم بمهرجان “كان”، ومع أنني عرضت “كذب أبيض” 35 مرة بلغات مختلفة وفاز ب17 جائزة، إلا أنني كنت أرتجف وأنا في طريقي إلى صالة العرض في بلدي بمهرجان مراكش.
الجو العام للقاعة التي كانت مملوءة عن آخرها كان رهيبا وأسعدني تفاعل الناس الذي يدل على أنهم شعروا بالقصة التي كنت أرغب في سردها لهم.

لماذا اخترت التحدث عن مرحلة سنوات الرصاص في فيلم “كذب أبيض”؟

لم اختر التحدث عن هذه الحقبة، وإنما وقفت أثناء اشتغالي على قصتي الشخصية على غياب صور لعائلتي، وكذا حلقات مفقودة من تلك الحقبة الزمنية.
لقد أخذ مني الفيلم عشر سنوات من التحضير والبحث في كيفية المزج بين قصتي الشخصية وهذه القضية الوطنية، حتى أتمكن من سرد هذا الماضي الذي تصالحنا معه بكل أريحية، وهو ليس موضوعا جديدا فقد تطرقت له أعمال فنية سابقة، الجديد اليوم هو أنني تناولته من من منظور شخصي.

هل الترفيه هو الدور الأساسي للفنان أم عليه أن يعالج القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية”؟

السينما في الأخير هي ترفيه، لذلك نبحث أثناء حكايتنا للقصص عن الأضواء والطريقة المناسبة والمختلفة لإيصالها بشكل جيد للجمهور، ولو لم يكن ذلك مهما لقمنا باستضافة الناس فوق الكراسي وبدأنا بالتكلم أمامهم، لقد استغرق مني كذب أبيض عشر سنوات.

بالنسبة لي فإن رسالة الفنان تمكن في أن يحكي قصصا حقيقية وذات خلفيات وتمس الناس وإلا سنكون أمام قصة كوميدية.

لماذا اخترت الاعتماد على الدمى لسرد أحداث الفيلم؟

اخترت الدمى لسبب واحد وهو أني لم أكن أعلم متى سينتهي هذا الفيلم، ففكرت في الاعتماد عليها حتى تكون هناك امكانية لاستكمال العمل حتى لو توفي أي شخص شارك في أحداثه بمن فيهم أنا، لأن الأهم بالنسبة لي كان هو أن يكتمل وليس أن أتواجد في المهرجانات فقط.

لقد صنعت أرشيفي خلال سبع سنوات وخلقت ورشة، وأحضرت شخصياتي إليها، وهناك تمت الحوار والبوح وتحدثنا عن الماضي بكل أريحية ثم خرجنا، لقد كان ذلك بمثابة جلسة علاج نفسية.

كم هي التكلفة المالية الإجمالية للفيلم؟

من الصعب أن أحدد لك رقما معينا، لكن يمكنني القول بأنه كلفني كثيرا مقارنة مع الأفلام الوثائقية التي يعتقد الناس أنها لا تحتاج إلى الكثير من المال، الشريط الوثائقي هو عمل سينمائي أيضا ويجب أن تتغير هذه النظرة.

هل تتوقعين حصول “كذب أبيض” على جوائز بمهرجان مراكش؟

أتمنى ذلك، أي شخص في العالم يتمنى أن تحصد أفلامه الجوائز، رغم أنها ليست معيارا، إلا أنها تشعرك بنشوة تلك السنوات التي قضيتها من حياتك في العمل عليه، وهي اعتراف بهذا المجهود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *